القيادات الجديدة.. وإصلاح الإعلام والصحافة! (2)
أتصور أن لدى هيئتي الصحافة والإعلام ومجلسهما الأعلى خارطة طريق للخروج الآمن مما تعانيه المنظومة برمتها حالياً وما توارثته الأجيال من اختلالات مالية وإدارية ومهنية نجمت عن عوامل عديدة..
لابد أن لدى قادة تلك الهيئات رؤية لمنظومة جديدة ومستقبل أكثر إشراقاً جيء بهم على أساسها.. وظني أن الساحة باتت مهيأة لمثل هذا التغيير المرتقب..
وأنهم سوف يشرعون في اختيار قيادات الصحف والإعلام
وفق أسس ومعايير موضوعية وشفافة تعلى شأن الكفاءة والخبرة والقدرة على الإدارة الرشيدة
والاحتواء والتفاهم والتوافق مع زملائهم في كل موقع، بعيداً عن الأهواء أو إثارة الخلافات
أو تصفية الحسابات أو المجاملات.
القيادات الجديدة.. وإصلاح الإعلام والصحافة! (1)
الجماعة الصحفية تترقب التغييرات المنشودة
واختيار شخصيات مشهود لها بالنجاح والقدرة على الإصلاح وابتكار حلول من خارج الصندوق
محتوى وإدارة دون الاعتماد على الغير في تدبير الموارد والمصروفات أو حل المشكلات وما
أكثرها.
الجماعة الصحفية تنتظر من الهيئات الجديدة
استكمال خارطة المستقبل التي جرى إعلانها في 3 يوليو 2013 بوضع ميثاق شرف يجسد القيم
الأخلاقية للإعلام والصحافة بمشاركة نقابتي الصحفيين والإعلاميين حتى يعبر الإعلام
منطقة شائكة طالما زلت فيه أقدام وتعثرت أخرى.
وعلى تلك الهيئات تشكيل لجان لتلقي وسماع شكاوى المواطنين والعاملين بالمهنة.. وعلى الحكومة أن تمد يدها لتلك الهيئات وفتح آفاق جديدة وتمهيد الطريق أمامها لإصلاح جاد وحقيقي لإعلام الدولة الذي هو دون غيره رمانة الميزان وصمام الأمان للرأي العام، ولا يزال هو الأكثر مصداقية وتأثيراً..
ورغم أن الصحافة القومية فقدت قدرتها الذاتية على حل أزماتها خصوصاً المالية وباتت عالة على الدولة في تدبير معظم احتياجاتها من أجور ونفقات تشغيل.. لكن يبقى السؤال: هل تنجح تلك المجالس والهيئات في إصلاح حال الإعلام واستعادة بريقه ومصداقيته وتأثيره في وقت يحتاج إليه الوطن بشدة ويعول عليه في تمهيد وصناعة النصر في معارك البقاء والبناء..
يحدونا أمل كبير أن يحالف التوفيق مجالس الإعلام والصحافة وهيئاتها في مهمتهم
الثقيلة وأن يكونوا هذه المرة قيمة مضافة حقيقية لإنقاذ مؤسسات دولة تصارع للبقاء؛
ففي صلاحها وقوتها صلاح للأمة وضمانة لقوتها.