أي الأقلام تستحق الرفعة وأيها يستوجب اللعنة! (2)
لماذا تنهال التكريمات والجوائز على أهل الفن والغناء وربما الرقص ونجوم الكرة في كل مناسبة بينما نادراً ما تعرف طريقها إلى المفكرين وحملة الأقلام وأصحاب الرأي المستنير رغم جلال أدوارهم ومواقفهم وتأثيرهم في فئات المجتمع وأفراده..
وكفى بأصحاب الأقلام سمواً أنهم يتحملون مسئولية وعبئاً ومخاطر لا طاقة لأحد بها؛ ذلك أنهم طول الوقت هدف مؤكد لأطراف عديدة، فهم تارة يجدفون ضد تيار الفساد وانتقام الفاسدين..
أي الأقلام تستحق الرفعة وأيها يستوجب اللعنة! (1)
ويجدفون تارة أخرى ضد تيار المجتمع العاصف حين يرفضون عاداته وتقاليده وسلوكياته الخاطئة أو المجافية للحق والمنطق.. وما أكثرها في أيامنا هذه.. أما الأدهى والأخطر فهو خوضهم حروب الأفكار المغلوطة، واشتباكهم مع تيارات التكفير والتطرف الديني وما يجره ذلك عليهم من ويلات التهديد بالقتل والاستهداف المباشر بالتصفية الجسدية من جانب أنصار تلك التيارات..
أفلا يستحق حملة الأقلام بعد
كل هذه المتاعب أن يُكرموا وينالوا حقهم في الحفاوة والإشادة والجوائز حتى تخلد أعمالهم
في ذاكرة الأجيال القادمة وليكونوا قدوة حسنة لأولادنا يحتذون خطاهم وينهجون نهجهم.. ومثل
ذلك التكريم دور أصيل لوزارتي الثقافة والإعلام ونقابتي الصحفيين والإعلاميين.
ويبقى دائماً أن
القلم مسئولية وأمانة أخلاقية ينهض بها أصحاب الفكر والرسالة بحسبانهم طليعة الأمة
وحملة مشاعل التنوير والتثقيف الذين ينهضون بمهمة ثقيلة تتوخى التنبيه لمواطن القصور
أينما وجدت، وتسليط الضوء على مكامن القوة والإيجابيات والإنجازات لإعطاء دفعة معنوية
لأصحابها كى يواصلوا طريق الإنجاز والعطاء بهمة وحماس..
فإذا كانت قدمك تترك أثراً في
الأرض فلسانك يترك أثراً في القلب.. وتلك رسالة أصحاب القلم الذين هم أولى الناس بالإشادة
والتكريم ولكن يبقى أن نسأل أي الأقلام تستحق التكريم والإشادة وأيها يستوجب التحقير
واللعنة.