أي الأقلام تستحق الرفعة وأيها يستوجب اللعنة! (1)
رفيعة هي منزلة أصحاب الأقلام.. لكن أي الأقلام تستحق الرفعة والحفاوة والتكريم.. وأيها يستوجب اللعنة والتحقير.. هل يستوى المخلصون والمغرضون الأفاكون.. هل يستوي من يثبتون على الحق وينصرونه ومن يصفقون للباطل ويسايرونه.
من يلهون الناس بالغيبة والنميمة والتجريح والتشهير والفتن ومن يرسمون للوطن خطوط المستقبل وصحيح الأولويات.. من يتحرون الصدق والموضوعية والمهنية مهما يكلفهم ذلك من مشقة وتعب ومن يستحلون الكذب وينتهجون النفاق ويروجون الشائعات والأباطيل.
من يؤدون أمانة الكلمة ويدفعون عن رضا ثمن المواقف.. ومن يستسهلون التضليل والخداع ويهادنون الفساد رغباً ورهباً.. من يهدون الناس سواء السبيل ومن يضلونهم بغير حق ويلبسون الحق بالباطل.
حملة الأقلام الشريفة ليسوا كثرة.. ومتى كانت الكثرة هي الفئة المؤمنة.. لكنهم على قلتهم لم ينالوا حقهم في التكريم والحفاوة اللائقة في حياتهم ولا بتخليد ذكرهم بعد رحيلهم.. الأمر الذي يجعلهم يتساقطون من ذاكرة المجتمع وأجياله الحاضرة والجديدة بعد موتهم.
الكلمة قد تتعس إنسانا.. وتسعد آخر !
وفي المقابل تنهال
التكريمات والجوائز على أهل الفن والغناء وربما الرقص ونجوم الكرة في كل مناسبة.. ونادراً
ما تعرف تلك الجوائز طريقها إلى المفكرين وحملة الأقلام وأصحاب الرأي المستنير رغم
خطورة أفكاهم وجلال مهامهم وأدوارهم ومواقفهم وتأثيرهم القوي في فئات المجتمع وأفراده
كافة في المجتمعات والدول والإنسانية جمعاء.
ونكمل غداً ..