يا ريت !
من أطرف ما تابعته على مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك من يعتقد أن الحديث الذي أثير خلال الأيام الأخيرة عن قضية تحرش شاب بعدد كبير من الفتيات هو عمل ممنهج ومخطط ومدبر من قبل جهة حكومية أو رسمية فى إطار عملية توجيه الرأى العام وصرف انتباهه على القضايا المهمة الأولى بالاهتمام..
ولهؤلاء أقول: ياريت
لدينا فعلا ذلك.. أى لدينا من هو مهتم بإدارة الإعلام فعلا ، وهى الإدارة التى لا يمكن أن يقوم بها أحد إلا إذا كان يفهم ويسعى ويدرك اهتمامات
الرأى العام، وكيف يفكر عموم المصريين.. فهذا فى حد ذاته يعنى أن هناك من هو مهتم بالرأي العام ، ومهتم بالتواصل
معه، وهذا أمر قلما نجده فى إعلامنا للأسف الشديد!
لقد اهتم إعلامنا
بموضوع الاتهام الموجه من قبل فتيات لشاب بالتحرش بهن لأن الموضوع شاع فى مواقع التواصل
الاجتماعى ، وإعلامنا صار جدول اهتمامه منذ فترة ما تهتم به هذه المواقع.. بل إن بعض
الصحفيين والاعلاميين تعودوا نقل ما ينشر
على هذه المواقع إلى صفحات الصحف وشاشات التليفزيون ، دون فحص وبحث وتدقيق والتأكد
من صحته..
أى إذا كنّا نتحدث عن توجيه هنا فهو توجيه مواقع التواصل الاجتماعى على إعلامنا وصحافتنا ، والتى صار لها تأثير طاغ وواسع.
ربما لدينا بعض المسئولين الصغار الذين يتطوعون بتوجيه
هنا أو هناك إعلاميا وصحفيا ، لكنه أمر محدد فى نطاق أمور تفصيلية صغيرة جدا لا ترقى لمستوى توجيه الرأى العام..
الإعلام لدينا مازال محروما ممن يعتنى به.. أى يقدم له ما يحتاجه من معلومات وحقائق ويشرح له ما يبغى فهمه وإدراكه.