ردع أردوغان
فى ذات الوقت الذى تتوغل فيه القوات التركية فى الاراضى العراقية، بعد أن حافظت تركيا على وجود عسكرى دائم لها فى الأراضى السورية، فإن أردوغان يقوم الآن بتثبيت الوجود العسكرى التركى فى الأراضى الليبية من خلال اتفاقية جديدة مع السراج تمنح تركيا قاعدتين عسكريتين ، إحداهما برية واُخرى بحرية..
والملاحظ إن ذلك
حدث دون أن يخرج مسئول أمريكى ينتقد بشكل محدد الوجود العسكرى التركى لا فى سوريا أو
فى العراق ، واكتفاء الأمريكان فقط بإعلان رفض الوجود الأجنبى العسكرى فى ليبيا، مع
التركيز على ما يعتبرونه وجودا روسيا .
والملاحظ أيضا إن
ذلك حدث بعد أن خذل حلف الناتو الرئيس الفرنسي ورفض الإعلان عن موقف صارم تجاه التدخل
العسكرى التركى فى ليبيا وخرق اردوغان القرارات الدولية التى تحظر نقل السلاح إلى ليبيا، فانسحبت فرنسا من عملية مراقبة تنفيذ هذه القرارات.
قد يقول قائل إن أردوغان يستغل فرصا متاحة الأن.. حيث أوربا مشغولة بتداعيات فيروس كورونا الاقتصادية، وأمريكا مشغولة مع كورونا بانتخاباتها الرئاسية المقبلة.. وهذا صحيح ، لكن الصحيح أيضا إن اردوغان يفعل ما يفعل
الأن سواء فى ليبيا أو فى العراق لانه لم يجد عالميا من يقول له قف.. توقف..
والانشغال
ليس وحده هو الذى منع الأمريكان والأوربيين أن يواجهوه بفيتو واضح وحاسم ، وإنما الأغلب إن هناك بين الأمريكان وبين الأوربيين من لا يرفض ما يقوم به أردوغان ، بل لعلهم يشجعونه
على ذلك، إما لتشابه فى المصالح، أو لرغبة لتقليص نفوذ ووجود قوى اخرى، أو لتفادى
الاستفزاز التركى بورقة المهاجرين
ولذلك لا مواجهة لهذه الأطماع.. الأطماع التركية فى الاراضى
العربية إلا من اصحاب هذه الاراضى.. أى منا نحن العرب ..
ولعل هذا هو ما دعا مصر لوضع خط حمر لأردوغان فى ليبيا وإلا تدخلت بقواتها العسكرية فى ليبيا.. وهو الخط الذى نبهه امريكان وأوروبيون باحترامه.