مشاهد في جريمة الحي الراقي
عرضت مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات مفزعة موجهة لشاب بالتحرش والاغتصاب والابتزاز لعشرات الفتيات.. وإلى أن يتحول الهاشتاج إلى قضية ويعلن القانون كلمته الأخيرة، فعلينا أن نوضح أن هذه الاتهامات لم تكن بمثابة مشهد منفصل عن مشاهد أخرى عديدة يمكن أن نرصد بعضها في المقال التالي..
مشهد 1: إعلان عن "كومباوند"
يصف لك نمط الحياة التي ستعيشها داخل مجتمع منعزل ومتحضر يشبه سكانه بعضهم البعض وتفصله
الأسوار المرتفعة عن مشكلات المجتمع وجرائمه.. ولكن الإعلان لن يخبرك الحقيقة أبدًا!
مشهد 2: بداية العام الجديد.. صدور أغنية
بعنوان "سالمونيلا" تهاجم فتاة بعد رفضها قبول عرض حب وارتباط قدمه الشاب
لها.. وتلقى الأغنية رواجًا باعتبارها "هزار" بينما عبرت عن حقيقة دفينة
يؤمن بها بعض الرجال بأن رفض المرأة لهم بمثابة إهانة تستوجب الغضب والانتقام.
مشهد 3: منتصف العام.. عامل بالقليوبية
يشوه وجه وجسد خطيبته بعد فسخها للخطبة (لأنها قالت لأ).. أما في الدقهلية فقد حرض
زوج عامل لديه ليقوم باغتصاب زوجته ليتهمها بالخيانة ويتمكن من تطليقها بسهولة بهدف
الزواج من أخرى ولكن العامل قتلها لمقاوتها له ثم اغتصبها وغادر بعدها المنزل تاركًا
طفلها الصغير وقد رمى نفسه في أحضان أمه الميته ليكشف صراخه الجريمة.
مشهد 4: إعلانات توظيف أفراد أمن بكومباوند
بمرتبات ضئيلة متوسطها ألفين أو ثلاثة آلاف شهريًا توظفهم شركات أمن تعلم جيدًا عدم
قدرة من توظفهم على بسط الأمن داخل هذه المجمعات السكنية وأن بعضهم لن يتورع أن يعمل
"ديلر" مخدرات أو جنس عند الطلب لتحسين دخله الزهيد بعد أن أجبرته الظروف
على قبول وظيفة بمرتب ضئيل نظير العمل لـ 12 ساعة يوميًا لمدة 26 يوم متواصل قبل الحصول
على أربعة أيام أجازة..
إعلانات لا تطلب مؤهلات دراسية أو خبرات سابقة.. يكفي أن تكون
ظروفك المادية صعبة لتقبل أن تستغلك هذه الشركات في العمل لساعات طويلة بمقابل بسيط..
لن تحصل على تدريب مسبق على أداء وظيفتك كفرد أمن يكفي حصولك على "يونيفورم"
لتستكمل المظهر المطلوب للكومباوند.
الضبط الأخلاقي للمواقع الاجتماعية
مشهد 5: ظهور شهادات عبر مواقع التواصل
الاجتماعي تتهم طالب سابق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتحرش والاغتصاب لعدد كبير
من الفتيات منهم طفلة في الرابعة عشر من عمرها وأيضا طفل قاصر.. وهي الجرائم التي إذا
ثبتت فقد تصل عقوبتها إلى الإعدام.. كما قالت هذه الروايات أن طالبة بالجامعة الأمريكية
بالقاهرة اشتكت عبر جروب للجامعة على موقع فيسبوك عام 2018 من تعرضها للتحرش وأيد إدعائها
طالبات غيرها وللأسف لم يتم التحقيق في الواقعة من خلال الجامعة، حسب المنشور..
وهو
الأمر الذي يجب أن تجيب عنه الجامعة الأمريكية بشكل صريح بدلًا من خروج أحد مسؤوليها
بتصريح كوميدي بأن المواقع التي تسعى للزج بإسم الجامعة في قضية الشاب المتحرش مواقع
"فاضية".. ولا نعرف لماذا يصفها بالمواقع "الفاضية" بينما قد يعتبر
البعض أن "المليانة" هي جيوب البعض التي أعمت أبصارهم عن الحقيقة!
مشهد 6: جرائم هذا الشاب تبعًا لشهادات منتشرة عبر مواقع
التواصل الاجتماعي كانت تتم خلال فترة تواجده في مؤسسات تعليمية وضحاياه بعضهن كانوا
من هذه المؤسسات وهي المدرسة الإنجليزية MES والمدرسة الدولية الأمريكية في مصر AIS والأخيرة
كانت على دراية –حسب المتداول عبر الإنترنت- بالاتهامات الموجهه ضد هذا الشاب واكتفت
بتنبيهه دون عقاب..
المواقع الاجتماعية تعيد زمن الإذاعات الأهلية
وهو الأمر الواجب على المدرسة توضيح حقيقته ولماذا لم يتم إيقاف
المتحرش من خلال المؤسسات التي درس بها.. إذا كان هذا ما تم فقد شاركت هذه المدارس
في تشجيعه على الاعتداء على المزيد من الضحايا.
المشهد الأخير: مواقع التواصل الاجتماعي
سلطت الضوء على القضية ولكن الحقيقة الكاملة يجب أن تصدر من خلال المؤسسات القانونية
الرسمية لذلك من الواجب أن يتحرك الضحايا صوبها ليقوموا بتقديم شكاوى رسمية للنيابة..
وذلك بهدف توجيه تهم الابتزاز والتحرش وهتك العرض والاغتصاب إلى المتهم بجانب مقاضاة أهله على التستر عليه بالإضافة إلى مقاضاة الشركة المالكة للكومباوند وشركة الأمن العاملة في هذا المكان حيث اتهمت بعض الشهادات أفراد أمن من المسؤولين عن "الجيم" بالتواطؤ لتنفيذ إحدى جرائم الاغتصاب بجانب مسائلة الجامعة الأمريكية والمدارس التي درس بها الطالب عما إذا تم إخفاء جرائمه..
هناك أهمية لاستمرار الضغط الإعلامي والقانوني في مصر وأيضا أسبانيا التي يتواجد بها حاليا هذا الشاب.. النيران التي صنعتها مواقع التواصل الاجتماعي حول الجريمة يجب إبقائها مشتعلة إلى أن تقول النيابة والقضاء كلمتهم الفاصلة.