ميليشيات أردوغان الإلكترونية
(1)
يحاول العالم الآن كتابة الوضع الطبيعى
الجديد للحياة التي جمدها الوباء.. هذه المحاولات لا تستهدف عودة الحياة الطبيعية السابقة
لكنها تأمل أن تُعيد تصميم حياتنا بغرض استئناف الأنشطة المعطلة التي اعتدنا عليها
ولكن بطريقة جديدة تتناسب مع الوضع الحالي.
الأمر يشبه وضع نظام تشغيل جديد للكمبيوتر
بعد أن تعطل الجهاز تمامًا عن العمل نتيجة نظام التشغيل السابق.. مع الوقت ستمر هذه
النسخة الجديدة بالعديد من التغييرات والتحديثات الضرورية.. وعندما يصل العالم إلى
علاج يكسر خطورة الوباء فإنني أزعم أننا لن نعود مجددًا إلى ممارسة حياتنا السابقة
بالكيفية ذاتها لأن نسخة جديدة من مفهوم الحياة الطبيعية سوف تسود كونها تحمل مزيج
بين أفضل ما عايشناه طوال حياتنا السابقة مع أفضل ما طورناه في أسلوب حياتنا خلال الأزمة.
الضبط الأخلاقي للمواقع الاجتماعية
بعد انتهاء كورونا سوف يجد البعض أن العمل
في المكتب أو الدراسة في قاعة المحاضرات لن يكون دائمًا ضروريًا طالما استطعنا تطبيق
التعليم الإلكتروني والعمل عن بعد.. سوف يزداد إزدهار التجارة الإلكترونية والضغط للحصول
على الخدمات الرقمية.. العالم بعد انتهاء كورونا سيحمل نوع جديد أفضل من الحياة الطبيعية
بعد الاستفادة مما عايشناه في الأزمة.
(2)
خلال الشهر الجاري حذف موقع تويتر 7 آلاف
و340 حسابا تركيا مزيفا كان يتم استخدامهم كشبكة داعمة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية
واستهدفت بشكل أساسي التأثير في الرأي العام في تركيا.. هذه الحسابات المزيفة تم إغلاقها..
وتم تقدير التدوينات المزيفة التي نشرتها الشبكة لصالح أردوغان طوال فترة عملها بـ
37 مليون تغريدة!
هذا الرقم الضخم من التغريدات المزيفة التي تستهدف الترويج لسياسات
أردوغان أطلقتها شبكة واحدة من ضمن العديد من الشبكات المزيفة الداعمة لسياساته عبر
المواقع الاجتماعية.
هذا المستنقع الهائل من الأكاذيب الذي تصنعه
هذه الشبكات يجعل تصفحك للمواقع الاجتماعية دون التعرض للخداع أمر مستحيل.. صاحب أوهام
إعادة الدولة العثمانية الميتة إلى الحياة لديه ميليشيات إرهابية في دول عربية لتخريب
مدنها بجانب ميليشيات إلكترونية تغرد عبر المواقع الاجتماعية لتخريب عقولنا.. علينا
ألا نسمح لميليشياته الإلكترونية باختراق وعينا هذا لا يقل أهمية عن حماية حدودنا.