واقتحم الملفات الشائكة !
أدرك الرئيس السيسي منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد البلاد أن الإنجاز الحقيقي هو ما يترك مردوداً إيجابياً على المواطن يسهل له معيشته وحياته.. وقد استطاع في سنوات قليلة إنشاء شبكة طرق عملاقة تربط البلاد ببعضها البعض وتمثل شرايين تنمية وروافد مهمة للتوسع العمراني..
كما نجح في إحلال وتجديد شبكة الكهرباء وتشييد مساكن اجتماعية آدمية
تضمن حياة كريمة لمحدودي الدخل والقضاء على العشوائيات، وتحسين التعليم والصحة كما خاض
معركة الإصلاح الاقتصادي التي لولا جائحة كورونا لكانت مصر في حال أفضل كثيراً من ذي
قبل.. كل ذلك جنباً إلى جنب مع مكافحة الإرهاب والفساد والإهمال .
الرئيس السيسي كعادته في اقتحام الملفات الشائكة اعتمد منهج المصارحة والمكاشفة
ولم يقدم كغيره خطاباً شعبوياً يدغدغ به عواطف الجماهير.. بل قدم خطاباً متوازناً جاداً
وصارماً في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية، خطاباً يقدم تصوره الواضح
للمستقبل، ويحدد المشكلات والأزمات الاقتصادية بدقة وبساطة ويضع أسساً عريضة لحلهاحتى
تتبوأ مصر مكانها المستحق على خريطة العالم.
لم يلجأ السيسي لوعود براقة ولا مسكنات بل ظهر واثقاً من قدرته على تنفيذ خططه
وبرامجه التي تسبب بعضها في آلام الناس ومتاعبهم،ولم يتوان عن تمكين المرأة والشباب
بحسبانهم قادة المستقبل وعدته.
لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد لحظة فارقة خارج حدود الزمان توحدت فيها إرادة شعب مصر وجيشها وقواها السياسية ضد حكم عصابة
الإخوان بل إنها كانت كاشفة لحجم الخطر الذي يمثله حشود الإرهابيين، الذين جرى زرعهم
في سيناء بأمر من الرئيس الإخواني المعزول ومباركة من مكتب إرشاده بالمقطم، وأغدق عليها
حكام تركيا وقطر الأموال والمعلومات والملاذات الآمنة وأوحوا إليهم بالعمليات الإجرامية
في حق مصر وجيشها وشرطتها..
وكم رجوت أن يكون لثورة 30 يونيو الشعبية احتفال خاص في كل عام فهي أحق بالحفاوة والاعتزاز.. ويكفيها مقاماً أنها جنبت مصر وأمتنا العربية شرور المشروع الصهيوأمريكي الهادف إلى تقسيم دولها وتمزيق أواصرها واستنزاف ثرواتها..
كما
أنها خلصتنا من حكم فاش مارسته جماعة إرهابية لو قدر لها البقاء في الحكم يوماً واحداً
بعد 30 يونيو لاندلعت حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس في مصر وعمت الفوضى في ربوعها
وفي المنطقة كلها ..فهل نسينا ما قاله نائب المرشد والحاكم الفعلى للجماعة وقتها خيرت
الشاطر "يا نحكمكم يا نقتلكم".
لقد عانت مصر من جحافل الإرهابيين الذين توطنوا في سيناء، واستنزفوا جيشها وشرطتها
ومواردها، وهى حشود أراد بها الإسلام السياسي إحكام قبضته على مصر وهو ما يجعل توسيع
دائرة المواجهة مع هذا الإرهاب وداعميه فريضة لا مناص عنها حتى يندحر إلى غير رجعة.