ماذا لو فشلت ثورة 30 يونيو!
بعد أن تحول الربيع العربي إلى خريف مخيف
ومفزع لشعوبنا وجاء الإخوان ليحكموا مصر.. وكان وقتها المشير السيسي وزيرًاً للدفاع
فسبح ضد التيار رغم يقينه بمخاطر التجديف ضد تيار جارف تدفعه أمواج الإخوان والأمريكان
ومن جرى في فلكهم من أنظمة وتنظيمات لكلٍ مآربه وأطماعه..
وضع الرجل روحه على يديه ولم يأبه بالفشل إذا ما وقع وكان من الممكن أن يقع ولم يبال بما كان ينتظره من مشانق إذا ما أخفق في مسعاه.. ولا أدري كيف يتجاهل البعض عمدًاً أو جهلًاً مثل تلك المخاطرة في وقت تخلت فيه الأحزاب عن دورها في قيادة الجماهير نحو النضال السلمي بل طالبت غيرها بخوض تلك المعركة نيابة عنها..
والأدهى أن بعض النخب وطيفًاً من الإعلام تماهت مع النظام الإخواني وحاولت التكيف والتعايش معه.. ووقف فريق آخر موقف المتفرج إزاء محاولات بيع مصر لحساب مشروع وهمي صنعه الأمريكان وغاصت فيه أقدام الإخوان!!
لم يبال السيسي بما كان ينتظره من مصير مؤلم إذا ما فشلت ثورة 30 يونيو ضد الإخوان بل تحرك بوعي وبصيرة المؤمن الواثق بتأييد الله ومعاونة شعب مصر الذي طالب قائد الجيش –وقتها- بالتحرك لإنقاذ مصر من دمار يهدد المنطقة كلها ومخططات تقسيم رأينا بوادرها في العراق ثم في سوريا كما وقعت من قبل في السودان.
ما جرى من تداعيات بعد خروج الملايين للشوارع ضد الإخوان سوف يسجله التاريخ ليبين كيف واجه السيسي أزمة عاصفة في وقت عصيب ومؤامراة تعددت أطرافها. وخاض الرجل ولا يزال حرباً ضروساً كان يتوقعها ضد إرهاب أعمى لا يعرف للأوطان قيمة ولا حرمة ولا يرى في التاريخ درساً ولا عبرة ولا معنى.
خاض السيسي ومعه قادة الجيش وجنوده ورجال الشرطة معركة الشرف والوطنية في مواجهة عدو غادر خسيس يلقى كل الدعم من أطراف وجهات شتى ويجيد التخفي ولا يعدم وسيلة للقتل والإرهاب سواء بالاستهداف المباشر المباغت أو التفخيخ والتفجير..
وقد نجح الرجل في إدارة المعركة وتراجعت العمليات الإرهابية بل انحسرت حتى تلاشت فاستحق مزيدًاً من ثقة الشعب.. واستعادت مصر دورها ومكانتها المستحقة كصمام أمان لأمتها..
وكما نجحت من قبل في كسر شوكة الصليبيين والتتار فقد نجحت بالدرجة ذاتها في تعطيل المشروع الإخواني الأمريكي الذي أراد اختطاف مصر وجعلها قاعدة للفاشية الدينية وذراعًاً لأخطبوط الإرهاب في الشرق الأوسط.. تحملت مصر هذا الدور نيابة عن العالم كله ودفعت من دماء شهدائها الأبرار ما سيذكره التاريخ بكل العرفان والتقدير.