رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا ننتظر من مجلس الأمن؟!

هذا هو السؤال الذى يطرحه البعض بعد أن قررت مصر أن تذهب إلى مجلس الأمن تطالبه بالتدخل فى أزمة سد النهضة الإثيوبى باعتبارها صارت بالتعنت الإثيوبى تهدد الأمن والسلم الدوليين.

 

وبعض الذين يطرحون هذا السؤال من لا يرون ثمة جدوى أصلا من الحلول الدبلوماسية والسياسية.. والبعض الآخر يعتقد أن مجلس الأمن فشل فى تأمين الأمن والسلم الدوليين وأخفق فى حل أية نزاعات دولية، ويقدمون مثالا صارخا لهذا الإخفاق بتمثل فى القضية الفلسطينية التى تتم تصفيتها الآن تحت رعاية  أمريكية.

 

اقرأ أيضا: الجيش المصرى والسد الإثيوبى

 

ولا شك أن مصر والتى تحظى بمدرسة دبلوماسية مميزة تدرك ذلك كله بالطبع.. لكنها أرادت محاصرة إثيوبيا دبلوماسيا، بعد أن كشفت أمام العالم تعنتها فى المفاوضات وتهربها من التزاماتها التى يفرضها عليها القانون الدولى والقواعد التى تحكم الأنهار الدولية وأيضاً إعلان المبادىء، وتكثيف الضغوط على الحكومة الإثيوبية، حتى لا تبدأ فى ملء السد قبل الاتفاق معنا ومع السودان على قواعد الملء وتشغيل السد فى سنوات الفيضان العالى وسنوات الجفاف، كما يقضى بذلك إعلان المبادئ..

 

فإن موقفا لمجلس الأمن ولو كان فى شكل دعوة لإثيوبيا فى هذا الصدد سيضعها فى مواجهة مع الشرعية الدولية وسيمنح موقفنا نحن والسودان قوة أكبر وربما يجعلها تفكر مجددا فى عواقب تعنتها.

 

اقرأ أيضا: أمريكا وسد النهضة!

 

أما إذا نفذت إثيوبيا ما تعلنه حول بدء ملء السد الشهرالمقبل فإنه سيكون بالطبع لكل حادث حديث، كما يمكننا أن نستنتج من تصريحات وزير الخارجية المصرى الأخيرة، خاصة وإن مشكلتنا ليست فى الملء الأول للسد فقط وإنما فى تشغيله مستقبلا، وامتلاكنا قوة وتوفر مشروعية استخدام هذه القوة يمكن أن يغنينا عن استخدامها..

 

وهذا يمكن أن يحدث فى الأزمة الليبية، بعد أن نشطت عواصم مختلفة فى فرض وقف إطلاق النار فى ليبيا طبقا لخطوط المواجهة الحالية، وبدء مسيرة الحل السياسى لتلك الأزمة.

الجريدة الرسمية