أمريكا وسد النهضة!
إذا كنّا عرفنا حقيقة موقف أمريكا -ترامب من الغزو التركى لليبيا الذى صاغه رفضها لتواجد روسى فيها، فإننا نحتاج أيضا أن نعرف حقيقة موقف أمريكا -ترامب من التعنت الإثيوبى فى أزمة سد النهضة.
نعم، نعرف أن أمريكا لا تقدر أن تحقق كل ما تبغيه وتريده، فهى حتى وهى الدولة العظمى وصاحبة الاقتصاد الأكبر والأول فى العالم قدراتها لها حدود، وهى يمكن أن تواجه من لا يطيعها أو يستجيب لطلباتها، ولكننا نعرف أيضا أن أمريكا حينما تتصدى لمشكلة تفعل ذلك لأن لديها إمكانيات للتأثير لاحتواء وحل هذه المشكلة.
اقرأ أيضا:مفاجأة الصين غير السارة!
وهنا يحق لنا أن نتساءل.. كيف تركت واشنطن إثيوبيا تتهرب وتنهى مفاوضات واشنطن حول السد التى كانت ترعاها دون أن تبذل ولو جهدا محدودا لدفعها للعودة الى مائدة التفاوض، خاصة وأن مشروع الاتفاق كان جاهزا للتوقيع عليه من قبل الدول الثلاث المشاركة فى المفاوضات ووقعته مصر بالفعل؟
ثم كيف تركت أمريكا إثيوببا على مدى أربعة أشهر ممتدة دون أن توجه دعوة لها للعودة إلى مائدة التفاوض؟.. وهل يعكس ذلك عدم الاهتمام بالأمر أو بإيجاد حل للمشكلة؟
وعندما عادت إثيوبيا للتفاوض بجهد سودانى خالص، لماذا اختفى الدور الأمريكى فيها، رغم أنها تتواجد فيها كمراقب؟
اقرأ أيضا: إثيوبيا تختار معاداة المصريين
ربما يرى البعض أن الرئيس الأمريكى مشغول بشدة بالأزمات الداخلية الأمريكية، ولا يفكر فى شىء الآن سوى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.. وهذا صحيح، لكنه لم يمنعه من تفعيل قانون قيصر على سوريا وحلفائها، ولم يمنعه من التصدى لمحاولات روسيا والصين لعدم تجديد العقوبات على إ.. وكل ذلك بتعلق بمنطقتنا واستقرارها!
إذن هل أمريكا بالفعل معنية حقا بإيجاد حل لأزمة سد النهضة أم إنها اكتفت بإدارة هذه الأزمة لغرض فى نفس يعقوب، أقصد ترامب؟!