إثيوبيا ضعيفة!
تصريحات وزير الخارجية الإثيوبى مؤخرا حول سد النهضة والتي يؤكد فيها أن بلاده سوف تملء السد بدون اتفاق مع مصر والسودان تؤكد أن إثيوبيا وصلت إلى مدى بعيد جدا في تعنتها وتحديها للقانون الدولي ورفضها الالتزام بالقواعد الدولية التي تحكم الأنهار، بل وتهديدها للأمن والسلم الدوليين..
هذا صحيح تماما ومثير للتساؤل، في ظل موقف البنك الدولي ومجلس الأمن القومي الأمريكي مؤخرا.. لكن هذه التصريحات تكشف في ذات الوقت أن إثيوبيا تشعر بالضعف.. فليس دوما صاحب الصوت العالى قويا، وإنما قد يحاول أن يغطي بصوته العالي ضعفه، ويمكن أن نستنتج هذا الضعف الإثيوبى من قول وزير الخارجية الإثيوبى عن أن بلاده لن تتوسل لمصر والسودان للاستفادة من مواردها المائية!..
اقرأ ايضا: متى يستيقظ إعلامنا؟!
فهذا يعنى أن إثيوبيا أدركت أنها لا تواجه مصر وحدها الآن وإنما تواجه معها السودان أيضا، وهذا تغير يقلق الإثيوبيين الآن، مثلما يقلقها أن الموقف المصري السوداني يلقى تفهما عالميا، وحتى لو كانت خبراتنا مع مجلس الأمن في قضايا منطقتنا ليست إيجابية، فان إثيوبيا تبدو منزعجة من ذهابنا إليه محذرين من أن التعنت الإثيوبى بخصوص سد النهضة يهدد الأمن والسلم الدوليين، بإصرارها على ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق معنا ومع السودانيين، كما يقضى ذلك إعلان المبادئ المبرم عام 2015، وكما تلزمها بذلك القواعد التي تحكم الأنهار الدولية.
وهذا الضعف الإثيوبى لا يعني أن معركة سد النهضة التي نخوضها منذ سنوات سهلة أو أنها سوف تنتهي قريبا، لأن أثيوبيا تجيد المماطلة والتسويف ومارسته على نطاق واسع خلال السنوات الماضية، مثلها مثل إسرائيل..
اقرأ ايضا: أمريكا وسد النهضة!
وإنما يعني أن هذه المعركة مهما طالت واشتدت سوف نكسبها في نهاية المطاف، ليس فقط لأن الحق في جانبنا ومعنا، وإنما هي بالنسبة لنا معركة بقاء ووجود وحياة.. ونحن رغم كل الحكمة التي تتسم بها سياستنا الخارجية، ورغم الرشد الذي يوصف به جيشنا، سوف ندافع عن حقنا في الحياة، وحربنا المستمرة ضد الاٍرهاب تثبت ذلك.