الخطر الليبى.. والخطر الإثيوبى !
ليس مفهوما تلك المقارنة التى انشغل بها البعض من حول الخطر الليبى والخطر الإثيوبى، وأيهما يستحق أولوية أن تخوض مصر غمار حرب لمواجهته .
تلك مقارنة ليست مطروحة لأكثر من سبب.. أولا، لأن الغزو التركى لليبيا والتعنت الإثيوبى فى مفاوضات سد النهضة يمثل خطرا على أمننا وحياتنا.. وثانيا، لأن مواجهة الأخطار التى تواجه الدول لا تتم بالحرب فقط أو بالتلويح بها..
وحتى إذا احتاج الأمر تلويحا باستخدام القوة العسكرية أو حتى الاستخدام الأعلى لها فإن ذلك يكون له توقيته، يكون مؤثرا أكثر إذا كان قد تم استخدام كل الأدوات السياسية والدبلوماسية.. ثالثا، إن الخطر الليبى بات قريبا جدا بإصرار تركيا على اقتحام سرت أو انسحاب قوات الجيش الوطنى الليبى منها للقبول بوقف إطلاق النار..
اقرأ ايضا: أمريكا وسد النهضة!
وإذا حدث ذلك فهذا يعنى أن الطريق صارت سالكة أمام ميلشيات ومرتزقة تركيا للوصول إلى حدودنا، وأضحى خطر اقتحامها من العناصر الإرهابية ماثلا، وهذا يفسر لماذا أعلن الرئيس السيسى إن سرت والجفرة خط أحمر..
رابعا، إن التعنت الإثيوبى يزيد من خطر سد النهضة علينا، إننا مازال لدينا نحو العام لتكثيف الضغوط الإقليمية والدولية عليها لتتخلى عن تعنتها وتقبل بتوقيع إتفاق ملزم لتشغيل وملء السد فى سنوات الفيضان العالى وسنوات الجفاف.. أى تقبل بالتعاون معنا نحن والسودان..
اقرأ ايضا: متى يستيقظ إعلامنا؟!
وحتى لو بدأت إثيوبيا بالفعل ملء السد الشهر المقبل، فإنها لن تقدر على تخزين سوى كمية محدودة من المياه لأنها لم تستكمل بناء السد بعد، وسوف يمكننا تعويضها إذا جاء الفيضان ضعيفا من مخزون مياه بحيرة ناصر..
خامسا، إننا لوحنا بالحرب فى ليبيا بعد أن بدا واضحا مشروعية تدخلنا العسكرى على المستوى الإقليمى والعالمى، خاصة وإن مصر يربطها بليبيا حدودا برية ممتدة.. ومفهوم بالطبع أن أى تلويح بالحرب فى أية جبهة قتال يحتاج لتحضير وتهيئة دولية.
لذلك لا مجال هنا لتلك المقارنة بين الخطرين الليبى والإثيوبي، اللهم إلا إذا كان الأمر بغرض المناكفة السياسية فقط..