رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأنبا رافائيل.. ما بين صفحات الصحافة وقلوب الأقباط

كشاة تساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه، هكذا وصف النبي أشعياء السيد المسيح -له كل المجد- قبل مجيئه بآلاف السنين، ليصف ما سيحدث له ويتنبأ بكل ما فعله رؤساء وكهنة اليهود به.

 

والآن وبعد ألفي عام من مجيء السيد المسيح إلى الأرض، وبعدما أنزل الدين الإسلامي وحثت تعاليمه على حسن معاملة أهل الكتاب، وبعدما أوصى رسول الإسلام بأقباط مصر خيراً بنحو ألف وربعمائة عام، نتفاجئ بالأمس نشر غلاف لمجلة من المفترض أن لها تاريخا عريقا وأنشأتها سيدة عظيمة سطرت اسمها بحروف من الذهب في التاريخ.

 

اقرأ أيضا: ما زلت أخشى امتحانات الثانوية العامة

 

رأينا تلك المجلة تضع صورة نيافة الحبر الأنبا رافائيل -أسقف كنائس وسط المدينة- بمحازاة صورة رأس الأفعى والعقل المدبر لجماعة في نظر القانون المحلي والدولي إرهابية!

 

وربما أكثر ما أضحكني هو عندما تم تبرير الواقعة بأنها مسئولية الإخراج الفني، والغلاف لابد أن يكون جذاباً ويتحدث عما في داخل العدد، وبالرغم من أن تلك ليست السابقة الأولى في تاريخ تلك المجلة، ففي عهد مثلث الرحمات البابا الأنبا شنودة الثالث، كتبوا على غلاف عدد سابق: "الرهبنة والشهوة الجنسية"، ضاربين بنصوص كل الأديان عرض الحائط، بأن هولاء البتوليين لهم مكانة في قلوب الأقباط وذكروا في سورة المائدة في القرآن الكريم.

 

بالطبع نشكر الهيئة الوطنية للصحافة بسرعة التدخل وتحويل رئيس التحرير إلى التحقيق، ولكن كل ما يهمنا في تلك الواقعة أن يتخذ الإجراءات اللازمة والمرجعة، حتى لا يتكرر ذلك مجدداً.

 

اقرأ أيضا: ملاحظات على قرار المجمع المقدس

 

أما عن سيدي وأبي الأسقف الحبيب، طوباك يا سيدي، فلقد كنت كالمسيح، صاحوا ضدك حتى يصلبوك، ولكن الذي أنت متعلق به لن يتركك ولا يخذلك، ونقف وراءك بقلوبنا التي أحبتك على مر السنين التي عرفناك فيها بشوشاً هادئاً معلماً ومتمسكاً بتعاليم كنيستنا الأم، كنيسة القديسين والشهداء على مر العصور، سواء نتيجة معتقدهم، أو فكرهم.

Advertisements
الجريدة الرسمية