ملاحظات على قرار المجمع المقدس
قرأت الأثنى عشر قرارًا التي اتخذهم المجمع المقدس ولجنة شئون الرهبنة برئاسة بطريرك الكنيسة المرقسية الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والرئيس الأعلى للأديرة القبطية.
والحقيقة أن بعض هذه القرارات يثير الضحك، والآخر الاستغراب، وبعضها الاندهاش، فأولًا، بعض مما يعيشون بالخارج مثلي، وليس لديهم كنائس قبطية أرثوذكسية، يصبح التواصل الوحيد المتاح بينهم وبين أحد الرهبان أو المرشدين الروحيين هو حساباتهم على فيس بوك أو حساباتهم بصفة عامة على موقع التواصل الاجتماعي.
وما يثير ضحكي، أليس الأساقفة في الأصل رهبانًا أيضًا؟، إذًا لماذا يملكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي؟ بل إن بعضهم لهم متابعون يزيد عددهم على الربع مليون شخص، سأقول إن للأساقفة وضعًا مختلفًا، ولكن هو أنهم يتحملون مسئولية إيبارشيات أو مطرانيات، فيمكن التواصل مع الشعب من خلال الكنائس والاجتماعات والوعظات.
القرار الثاني بخصوص الأديرة غير المعترف بها، ألم تكن الكنيسة تعلم بشأن تلك الأديرة ومخالفتها؟ ألم تكن تعلم حين كان يبني الراهب "المتجرد منذ 2013" يعقوب المقاري دير بمساحة ضخمة وبين أديرة وادي النطرون؟
ألم تكن تعلم حين أخذ من الناس مبالغ مالية زادت عن ثلاثين مليون جنيه لبناء هذا الدير؟ ألم يعلم أحد أن هناك ديرًا يبنى على مساحة ضخمة في وادي النطرون؟!
لماذا لم تتعامل معه الكنيسة كما تعاملت مع دير الريان، وأسلمت الراهب بولس الرياني وتم حبسه، والحمد لله بعد قضاء مدته في السجن، سافر لإيطاليا ليعيش هناك.
فماذا كانت المشكلة! أو الفارق بين الديرين؟؟ هل لأن مشكلة دير الريان كانت مع الدولة، ولكن مشكلة دير الأنبا كاراس مع الكنيسة ورفضه الخضوع لها إلا لو تمت سيامته أسقفًا للدير؟!
أما بخصوص عدم استقبال طالبي الرهبنة بالأديرة لمدة عام، وصدور هذا القرار الآن بعد الجريمة الشنعاء.. فهذا يثير الكثير من الشكوك.
أما بخصوص عدم حضور العلمانيين الصلوات الخاصة بسيامة الرهبان، وعدم التواصل مع الرهبان بشدة، فأحب أن أوضح أن هذا التواصل وتلك الحالة هي التي تخلق حبًا للرهبنة في نفوس الشباب، فتجعلهم يشتاقون كي يصبحوا مثل مرشديهم الروحيين! وبذلك يتم جذب رهبان جدد.
القرارات أغلبها لا أعلم ما علاقتها بالرهبنة أو حتى لماذا تم اتخاذها في ذلك الوقت بعد مقتل الأنبا أبيفانيوس، ولكن كل ما أعلمه، أن هناك شيئًا يريد البعض أن يخفيه، ولكن الله لن يسمح بهذا، وليس خفي، إلا ويستعلن.