ما زلت أخشى امتحانات الثانوية العامة
رغم أنني قد انتهيت من امتحانات الشهادة الثانوية في 3 يوليو عام 2016، لكن ما زالت نفسي ترتجف بمجرد رؤية جدول امتحانات الثانوية العامة، وأتذكر كل ما مررت به، وبالطبع عندما قلت عام 2016 الكل يعرف ما جرى لتلك الدفعة وفي تلك السنة تحديدًا.
أدرس الآن في روسيا، لكن ما زلت أخشى الامتحانات، بسبب ما كان يحدث لنا في مصر، فكل يوم يكون لدي امتحان فيه، أجد الطلبة الروسيين مبتسمين ولا يحملون همًا تجاه الامتحان، وتجد المصريين جميعًا يرتجفون من الخوف!
ربما لكونهم ضحكوا علينا بفكرة "سنة المصير" "سنة عنق الزجاجة" "السنة التي بعدها تكون أو لا تكون"، أتذكر تلك الجمل بوضوح، وأتذكر كم الأذى النفسي الذي كنت أتعرض له، ليس من عائلتي لكن مِن مَن حولي من الناس.
ربما الجملة الوحيدة التي كانت تقال لي من عائلتي وما زالت حتى الآن تقال هي "متصغرناش قدام الناس"، لماذا سيقل حجمكم إذا لم أدخل طب أو هندسة أو أي كلية من الكليات التي خدعتوا بها أنفسكم وأسميتموها "كليات القمة"!
حسنًا هي كليات قمة، لكن قمة ماذا!، ربما قمة الارتياح وقمة الحب لكن لمن يريد أن يسلك ذلك الدرب، وقمة الشقاء لمن لا يحبها ولا يريدها.
فأنا دائمًا أرى أن الكليات كالزواج الكاثوليكي، أن لم تحبها من البداية، ستعيش في شقاء حتى تتغير الظروف من حولك أو تتغير أنت من داخلك حسب أيهما أقرب!
أما بخصوص من هم في سني أو أصغر بعامين فقط ويؤدون الامتحانات حاليًا، أريدك أن تعلم يا عزيزي أن مهما كان الله حافظًا لك نصيبًا في كلية ما، عليك أن ترضى، أعلم أن ربما كلامي متناقضًا وأنا أقول إنها مأساة لو لم تحبها، والآن أقول لك ارضى.
لكن ليس هناك تناقض بين فكرة عدم القبول والرضا بأمر الله، عليك أن تعلم أن ربما حجب الله عنك ما تتمناه ليفتح لك أبوابًا ربما هي الأفضل لك.
فربما لن تدخل الكلية التي تنمي مواهبك، لكن هل تلك النهاية؟! لا، أعرف كثيرين ظل شغفهم بما يملكون من مواهب رغم دراستهم لتخصصات ثانية، وظل شغفهم عاليًا وظل تعلمهم لتنمية مواهبهم بجانب دراستهم عاليًا.
لكن كل ما عليك ألا تفقد شغفك بحلمك، وبذاتك، وألا تفقد الثقة في أن ما يريده الله ويُدبره لك، أفضل مما تتمناه وتريده أنت حتى ولو لم تكن تلك الحقيقة واضحة بشدة أمامك الآن.