رئيس التحرير
عصام كامل

انتفاضات عصر كورونا!

عندما بدأ فيروس كورونا المستجد يهاجم دول العالم، دولة وراء أخرى توقفت الكثير من الحركات الاحتجاجية التي كانت تشهدها بعض بلاد العالم، مثل لبنان والجزائر وفرنسا..

 

إجراءات التباعد والعزل الاجتماعى أوقفت هذه الانتفاضات، وانشغل الناس في حماية أنفسهم من خطر هذا الفيروس التاجى، أو تدبير أمور حياتهم، في ظل التداعيات الاقتصادية الخطيرة والمؤلمة التي أفقدت كثيرين وظائفهم وأعمالهم..

 

وبمرور الوقت شهدنا فقط بعض الاحتجاجات يطالب أصحابها بإنهاء العزل الاجتماعى والغلق الاقتصادى، مثلما حدث في ألمانيا وأمريكا وإسبانيا وفرنسا..

 

اقرأ أيضا: معركة اللقاح!

 

لكن رغم استمرار هجوم فيروس كورونا شهدنا عودة لبعض هذه الاحتجاجات.. حدث ذلك أولا على نطاق غير كبير في لبنان، رفضا للحكومة الحالية التي يسيطر عليها حزب الله والرئيس عون.. ثم حدث ذلك على نطاق أوسع في الولايات المتحدة بسبب حادث عنصرى وهو حادث مقتل مواطن أسود بيد شرطى أبيض، وهكذا فإن هجوم فيروس كورونا لم يمنع حدوث احتجاجات جماهيرية هنا وهناك..

 

وهذه رسالة مهمة لجميع القادة في العالم.. وأهميتها لا تكمن فقط في أن الانشغال بمواجهة خطر فيروس كورونا لا يمنع حدوث احتجاجات جماهيرية، خاصة في ظل اتجاه العالم للتعايش مع هذا الفيروس، وإنما أهميتها أيضا في أن تداعيات أزمة كورونا، خاصة الاقتصادية، توفر أسبابا إضافية لحدوث احتجاجات جماهيرية..

 

اقرأ أيضا: حذروا المصريين ولا تثيروا فزعهم !

 

وبعض الذين تناولوا بالتحليل احتجاجات أمريكا أشاروا إلى أن الضغوط التي تعرض لها الأمريكيون بسبب هجوم فيروس كورونا كان لها دورها أيضا في انفجار تلك الاحتجاجات واتسامها بالعنف..

 

ولذلك سيكون النهج الذي سيتبعه القادة في مواجهة تلك التداعيات الاقتصادية دوره في هذا الصدد.. فإن القادة الذين لن يراعوا توزيعا عادلا لأعباء أزمة كورونا سوف يوفرون أسبابا لحدوث احتجاجات جماهيرية في بلادهم.

الجريدة الرسمية