حذروا المصريين ولا تثيروا فزعهم !
معظم بلاد العالم التي تعرضت لهجوم فيروس كورونا المستجد مرت بحالة متشابهة تتمثل في صعود مستمر لحالات الإصابة قد تتم سريعا أو ببطء ، ثم الوصول إلى ذروة الإصابات ، وبعدها يأخذ منحنى الإصابات في التراجع والانخفاض حتى وصل في بعض الدول إلى حالة صفر إصابات ، بينما ظلت هناك إصابات في دول أخرى.
ومنذ أن أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف الإصابة الأولى ونحن نعرف تلك الحقيقة وأننا سنعيش مرحلة ذروة الإصابات في يوم ما ، وكل ما كنّا نأمله ونعمل من أجل تحقيقه هو تأخير هذه المرحلة أطول وقت ممكن ، حفاظا على صمود نظامنا الصحي فى مواجهة الوباء..
اقرأ ايضا: تفكير جديد مع تفشى الفيروس
أي لا يتم صعود منحنى الإصابات بشكل قفزات إلى أعلى سريعا.. وها نحن نقترب من ذروة الإصابات بالفيروس بعد مرور نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر من الإعلان عن ظهور أول حالة إصابة لدينا.. ولذلك ليس الأمر مفاجئا لدينا ، بل كنّا نتوقعه وننتظره ، ولذلك لا معنى لما يقوم به البعض من ترويع وإثارة فزع الناس الآن..
فإن تزايد الإصابات كنّا نتوقعه والوصول إلى مرحلة ذروة الإصابات أمر كنّا نعرف إنه سوف يحدث يوما ما .. وفي هذا الوقت نحن نحتاج أن نحتفظ بمعنوياتنا قوية حتى نصمد في مواجهة هجوم الفيروس ونتخذ القرارات الصائبة والسليمة والصحيحة لنقلل عدد خسائرنا البشرية ولتزيد نسبة شفاء المصابين بالفيروس.
نعم تحذير الناس الآن أمر مهم وضروري حتى يتخذوا الحيطة والحذر أكثر مما سبق لحماية أنفسهم من الإصابة باتباع الإجراءات الاحترازية.. لكن يجب ألا يتحول التحذير إلى ترويع ويتحول التنبيه إلى تخويف وإثارة الفزع.. ولعل هذا هو دور الإعلام الآن الذى نتمنى أن يقوم به ليعوض تقصيره السابق..
اقرأ ايضا: أين المستشار الصحى للرئيس؟
وقبل الإعلام هذا هو دور الحكومة ووزارة الصحة في التواصل المستمر مع الرأي العام، لشرح كل ما يتعلق بتلك المواجهة مع الوباء التي نخوضها.. وإذا كانت الشفافية مطلوبة دوما من الحكومة فهي مطلوبة أكثر الآن، خاصة فيما يتعلق بتفاصيل تلك المواجهة، سواء المتعلقة بالاختبارات، أو بمستشفيات العزل ، أوبتوفير العلاج العاجل للمصابين، أوبمطالب الأطقم الطبية .