معركة اللقاح!
بإعلان الصين أنها أنهت بنجاح كبير المرحلة الثانية من التجارب السريرية على لقاح لفيروس كورونا المستجد (كوفيد ١٩)، فإننا إزاء معركة دولية تلوح نذرها فى الأفق حول لقاح هذا الفيروس..
وسوف نشهد استخدام أسلحة مشروعة وأخرى غير مشروعة فى هذه المعركة.. فإن من سيبتكرون وينتج هذا اللقاح سوف يجنى أرباحا ضخمة وهائلة، وسيحقق مكانة دولية كبيرة وسيضمن نفوذا دوليا ضخما..
ولعل هذا ما يفسر ذلك السباق العالمى الذى بدأ مبكرا لابتكار هذا اللقاح. وبالطبع فى ظل الصراع الذى انخرطت فيه أمريكا مع الصين، لن تقبل الأولى أن تظفر غريمتها ومنافستها وحدها بكعكة اللقاح..
اقرأ أيضا: نتحدث كثيرا.. ونفكر قليلا!
وسوف تحاول أمريكا بكل الطرق تعطيل الصين حتى لا تطرح هذا اللقاح كما قالت فى نهاية العام الحالى أو بداية العام المقبل، وتصير هى التى تحمل الترياق للوباء، بدلا من أن تكون هى التى جلبته للعالم كما تصر أمريكا على اتهامها.
والأغلب أن أمريكا سوف تبذل كل الضغوط على الدول التى تسعى الصين الآن للتعاون معها فى إجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية حتى تبدأ فى إنتاج مائة مليون جرعة منه كما أعلنت، خاصة أن الصين تحتاج لإجراء هذه المرحلة النهائية من التجارب السريرية قبل البدء فى الإنتاج وليس لديها أعداد كافية من المصابين، رغم نجاح المرحلة الثانية بنسبة ٩٩ فى المائة..
وإذا كانت الضغوط الأمريكية يمكنها أن تنجح مع بريطانيا التى تأمل الصين للتعاون معها فى إجراء هذه التجارب، فإن ذلك ليس مؤكدا مع كل دول العالم، فإن الصين لديها من الإغراءات التى يمكن أن تقدمها للدولة التى تقبل بالتعاون معها فى هذه التجارب السريرية، وأهمها حصولها قبل غيرها على هذا اللقاح..
اقرأ أيضا: الوباء والسلطة !
وإذا خسرت أمريكا معركة اللقاح، فإنها سوف تشعل جبهة أخرى لمعركتها مع الصين.. فإن الصراع بينهما مرشح للتصاعد أكثر سواء بقى ترامب فى البيت الأبيض أو أطاح به فيروس كورونا منه.