حكم زيارة المقابر فى العيد
كثير من المسلمين يحرصون على زيارة المقابر عقب صلاة العيد، فما مدى مشروعية هذه الزيارة ؟
ورد هذا السؤال فى الجزء الثانى -العقائد- من موسوعة "أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام" لفضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، فيقول فضيلته:
زيارة المقابر فى الأصل سنة لأنها تذكر الإنسان بالآخرة، وقد جاء فى ذلك حديث النبى، صلى الله عليه وسلم، كما رواه مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال: زار النبى صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: "استأذنت ربى فى أن أستغفر لها فلم يؤذن لى، واستأذنته فى أن أزور قبرها فأذن لى، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".
اقرأ أيضا: هل يجب على المرأة إخراج زكاة الفطر وهل في المهر زكاة؟
وروى ابن ماجه بإسناد صحيح قوله صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور فإنها تزهد فى الدنيا وتذكر الآخرة.
وليس لهذه الزيارة وقت معين، وإن كان بعض العلماء يجعل ثوابها أكبر فى أيام معينة كيوم الخميس والجمعة؛ لشدة اتصال الأرواح بالموتى، وإن كان الدليل على ذلك غير قوى.
ومن هنا نعلم أن زيارة الناس للمقابر عقب صلاة العيد إن كانت للموعظة وتذكر من ماتوا وكانوا معهم فى الأعياد ينعمون بحياتهم، وطلب الرحمة لهم بالدعاء فلا بأس بذلك أبدا للرجال.
أما النساء فاختلفت الأقوال ما بين تحريم زيارتهن مطلقا، أو التحريم عند المفسدة كالفتنة أو النياحة، أو الكراهية، أو الإباحة، أو الاستحباب كما يستحب للرجال، والآراء الثلاثة الأخيرة محلها أمن الفتنة والمفسدة وإلا حرمت زيارتهن، وبصفة عامة لا يجوز للنساء أو الرجال المبيت فى المقابر؛ فقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص من جلده خير له من أن يجلس على قبر".. رواه مسلم وغيره.
وذلك حسبما جاء فى كتاب "فتاوى وأحكام للمرأة المسلمة" لفضيلة الشيخ عطية صقر.
اقرأ أيضا: موعد إخراج زكاة الفطر
أما إذا كانت الزيارة بعد صلاة العيد لتجديد الأحزان ولتقبل العزاء على القبر أو إقامة سرادق أو تهيئة مكان لذلك فهو مكروه، لأن التعزية بعد دفن الميت بثلاثة أيام ممنوعة على جهة الحرمة أو الكراهة.. ولأنه يوم عيد وفرح وسرور فينبغى عدم إثارة الأحزان فيه.