رئيس التحرير
عصام كامل

"الليمون الحلو.. والعنب المر".. في قصة عودة الدورى!

عندما تسأل أي أهلاوي عن عودة بطولة الدوري من جديد تجده يقول لك: "لازم الدوري يعود من أجل الفوز بالبطولة لأن الأهلي متصدر بفارق كبير".. وإذا سألت زملكاوي يقول لك: "الدوري مينفعش يعود لأن صحة الناس أهم ومفيش مشكلة نلغى البطولة السنة دي"..

 

وإذا سألت اتحاد الكرة يقولون: "نحن نقدم كل التقارير والاحتمالات وننتظر قرار الحكومة".. وإذا سألت وزير الشباب والرياضة يقول: "قرار عودة الدوري قرار الحكومة وفي يد رئيس الوزراء".

 

اقرأ أيضا: من طفلة مصرية بالدوحة إلى وزيرة الهجرة!

 

في كل هذه التصريحات نتفهم تماما موقف كل أهلاوي أو زملكاوي أو حتى اتحاد الكرة بل وأيضا موقف وزير الشباب على الرغم من أنه أحد أفراد الحكومة.. ولكن ما لا يمكن تفهمه هو هذه الطريقة التي تدير بها وسائل الإعلام هذا الملف وكأننا مازلنا نتصارع من النقيض للنقيض على حسب الهوى والانتماء في الأزمات دون النظر إلى مصلحة عامة أو وضع بلد أو حتى موقف دولة من أزمة مفاجئة تضرب اقتصادها يوم بعد يوم.

 

والأغرب من التناول الإعلامي لهذه الأزمة هو تناول بعض مسئولي الأندية الذين يتعاملون مع الموضوع من نظرة ضيقة تصب في المصلحة الخاصة بكل "بجاحه".. فمن يرغب في عدم الهبوط يتحدث بلغة تصب في هذه المصلحة.. ومن يرغب في الهروب من مستحقات لاعبيه وأجهزته الفنية يتحدث بلغة تصب في هذه المصلحة.. وأيضا من يرغب في "كيد النسا" للنادي المنافس يكرس كل جهوده من أجل تحقيق ذلك.... إلخ.

 

اقرأ أيضا: صادقون في الكذب!

 

ثم يأتي النموذج الثالث والغريب وهو الذي يتحدث بدون أي فهم أو منطق عن الدول الأوروبية التي قررت إعادة البطولة أو التي قامت بإلغائها ويبدأ في الحديث عن المقارنات من وجهة نظره حول عودة البطولة أو الإلغاء دون النظر إلى أن المقارنة في مثل هذه الظروف والمواقف تكون ظالمة للغاية.. فليس كل الدول تتشابه مع مصر.. وليس مصر تتشابه مع كل الدول.. وبالتالي لابد أن يكون الحديث من واقع حقيقي وليس مستوردا أو افتراضيا.

 

اقرأ أيضا: فاجعة الموت.. وألم الفقدان!!

 

إذن.. ما الحل؟.. الحل كما هو معروف للجميع يكمن في طريقين لا ثالث لهما.. ولكن أفضلهما سيكون "صعب وبه مرارة" أو بمعنى أدق وأوضح: "الليمون الحلو.. والعنب المر".. فعودة الدوري لها عواقب صعبة ومخيفة للغاية.. وعدم عودة الدوري لها عواقب أصعب بكل تأكيد..

 

ولذلك لا بد أن يكون الاختيار للحل الأقل صعوبة والذي تكون إثارة السلبية منخفضة إلى حد ما.. وهذا لن يستطيع تقديره سوى الجهات المعنية بدءا من رئاسة الوزراء ووزارة الصحة ومرورا بوزارة الشباب وحتى اتحاد الكرة وأندية بطولة الدوري.

وللحديث بقية طالما في العمر بقية..

الجريدة الرسمية