من طفلة مصرية بالدوحة إلى وزيرة الهجرة!
لا أحد ينكر الجهود التي تبذلها وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج بقيادة السفيرة نبيلة مكرم من أجل حل مشكلة المصريين العالقين في الخارج منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"..
وجميع المصريين بالخارج سواء العاملين أو العالقين يتابعون يوميا بشكل دقيق كل ما يحدث من جهود مشتركة لكافة أجهزة الدولة لإنهاء هذا الموضوع رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وبصفتي أحد العاملين بالخارج وتحديدا في دولة قطر أطالب وزيرة الهجرة بأن تكون عملية العودة للعالقين تباعا مبنية على معايير وأسس "عادلة" خاصة وأن هناك الكثيرين من هؤلاء العالقين ظروفهم الصعبة تحتم على الدولة المصرية بأن يكونوا في مقدمة العائدين.
اقرأ أيضا: صادقون في الكذب!
ومن البديهي والمنطقي وأيضا الأخلاقي أن يكون للأطفال والسيدات وكبار السن الأولوية في ذلك على اعتبار أن كثيرين منهم قد لا يملكون وسيلة للتعبير عن وضعهم مثل كثيرين أخرين يظهرون في وسائل الاعلام بل والبعض منهم يتعمد بشكل مستفز المتاجرة بهذه الأزمة رغم أنها أزمة لا يمكن أن تدخل في نطاق المتاجرات.
واليوم.. أتوجه لكي معالي الوزيرة الكريمة بقصة واقعية نعيشها نحن هنا في قطر مع أسرة مصرية يجب أن تكون في مقدمة العائدين الى مصر من العالقين خاصة وأننا جميعا لم نسمع عن مشاكل للمصريين العالقين في قطر مثلما سمعنا عن العالقين من المصريين في دول أخرى.
القصة باختصار تتمثل في وفاة شاب مصري اسمة أحمد أشرف عبد الهادي في حادث سيارة على طريق الوكرة يوم الخميس الماضي وتم دفنه في مقابر أبو هامور بمسيمير في الدوحة يوم الأحد الماضي.. والمشكلة تتمثل في أن زوجته السيدة ميرنا رأفت محمد إبراهيم كانت موجودة مع زوجها في "زيارة" مع ابنتها الوحيدة "غزل" التي تبلغ من العمر 7 شهور فقط..
وبعد فقدان الأب الشاب الذي وافته المنية في هذه الأيام المباركة لم يعد أمام الزوجة "الأم المكلومة" وابنتها الصغيرة طريق سوى العودة الى مصر في أقرب وقت ومع أول طائرة للعالقين العائدين الى مصر من قطر.
الدكتور أشرف صبحي لا يحتاج لـ "التبريكات" فقط!
وللعلم معالي الوزيرة.. أن مكان عمل الشاب المتوفي لم يقصر مع أسرته في أي شيء بل على العكس تماما قام أصحاب العمل من الإخوة القطريين بما هو أكثر من المطلوب منهم ويستحقون على ذلك كل الشكر والتقدير.. نفس الأمر قام به المصريون الموجودون في الدوحة الذين يعلمون بالواقعة..
ولكن الزوجة الحزينة على زوجها والتي تعيش حاليا مع ابنتها الصغيرة والتي لا تحتاج الى أي شيء لم تعد تفكر سوى في العودة الى مصر في أقرب فرصة.
كما أتمنى باسمي واسم كل مصري في قطر وبإسم الزوجة الحزينة وابنتها الصغيرة بأن تكون ميرنا رأفت محمد ابراهيم في مقدمة الكشوف التي سيتم اعتمادها من وزارة الهجرة للعودة الى مصر خاصة وأن الجميع يعلم بأننا هنا في قطر لا يوجد لنا كمصريين تمثيل رسمي في السفارة منذ ثلاث سنوات تقريبا.. ولكن هذا لا يجب أن يكون مبرر بأن يكون المصريين العالقين في قطر في أخر خطوط الاهتمام من الوزارة.
وأخيرا.. كلي ثقة بأن وزيرة الهجرة والدولة المصرية لا تفرق بين مصري وأخر ولكن يجب أن تفرق جيدا في ترتيب الأولويات للعالقين في الخارج وأن يكون بالفعل للسيدات والأطفال وكبار السن الأولوية في العودة.. حفظ الله مصر وشعبها وحفظ الله شعوب العالم من هذا الوباء.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..