صادقون في الكذب!
لا يخلو مجتمع من وجود فئة تكون كل مهمتها نشر الشائعات والأكاذيب سواء عن قصد أو جهل. بل والأغرب أن هذه الفئة تتميز بالصدق الشديد في الكذب بشتى الطرق سعيا وراء إيصال ما يريدون ايصاله حتى لو كان ذلك على سبيل "الدعابة"..
والمؤسف أن هذه الفئة ظهرت بشكل كبير مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت بلا رابط. وأزمة فيروس "كورونا" الأخيرة وما تبعها من أزمة الطقس السيئ جدا الذي ضرب مصر مؤخرا أظهرت بوضوح هذه المشكلة.
فهذه الفئة استغلت هاتين الأزمتين بشكل يدعو للاستغراب الشديد وكأنهم يريدون أن يقولوا: "نحن هنا حتى في الأزمات الربانية والكوارث الطبيعية.. لن نترككم دون شائعات وكذب وافتراءات".
اقرأ أيضا: "البرد القارس".. فرصة ذهبية!
وربما أتفهم أن جزءا من هذه الفئة يتعمد فعل ذلك طول الوقت ولن يتوقف لأن هناك مشكلة نفسية يعانون منها، ولكن الذي لا أتفهمه هو أن الجزء الآخر من هذه الفئة يقبع في مستنقع الجهل، ويردد ما يتردد دون وعي وكأنهم يجلسون على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الاستغلال فقط..
وأنا هنا أعتبر أن هذه الفئة التي تجعل ما تردد أخطر على البلد من هذه الفئة التي تعي ما تفعله. ورغم قناعتي الشخصية بأن المجتمع المصري تحصن كثيرا من مثل هذه الشائعات التي من المؤكد أنها لن تتوقف إلا أن هناك مسئولية كبيرة تقع على الإعلام من أجل حماية الفئة التي تجهل ما يحدث أو على الأقل تحييدها.
وما تم إطلاقة من شائعات وأخبار وفيديوهات خلال الأيام القليلة الماضية مع أزمتي "كورونا" و"العاصفة" لا يعد ولا يحصي ويحتاج كما ذكرت أكثر من مرة سابقة إلى وقفة قانونية صارمة مثلما يحدث في كل دول العالم التي تحافظ على أمنها الاجتماعي، بتطبيق القانون..
اقرأ أيضا: تعمد إرهاق السلطة القضائية.. أسئلة في خاطري!
ورغم قناعتي بصعوبة حدوث ذلك في بلد يضم 100 مليون شخص، إلا أن طبيعة الشعب المصري قد تهون كثيرا من الأضرار خاصة إذا كان يتعامل مع مثل هذه الشائعات من منظور “يوم بيوم" وما حدث بالأمس يتم نسيانه، والتركيز كله يكون فيما يحدث اليوم..
ارحمونا وارحموا مصر أيها الصادقون في الكذب!
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..