هل هذه مصر كما تصورها الدراما والتوك شو؟!
على مدى عِقد كامل أو يزيد، كنا نسأل أنفسنا سؤالاً استنكارياً: هل هذه هى مصر كما تصورها الأعمال الدرامية والفنية وبرامج التوك شو.. وهي أعمال لو تعلمون أساءت ولا تزال لمصر الدولة والشعب والتاريخ..
كنا نسأل، وفي الحلق غُصة: أين الدولة.. وكيف سكتت عن دراما تضرب أعز ما نملك، وتدمر عقول أبنائها، وروحهم المعنوية، وتحض – بقصد أو دون قصد- على الرذيلة والعنف وسييء الأخلاق..
اقرأ ايضا: الفن الهابط والذرائع الواهية!
حتى جاءت دولة 30 يونيو وتنبهت لخطورة استمرار مثل هذا الوضع المزري، مدركة أن الفن الهابط يغتال الشخصية المصرية بطريقة ناعمة، ويحتل أدمغة الجماهير، ويستلب أرادتها ويدفعها على طريق التغييب واللامبالاة والاستهانة بكل شيء وأي شيء، ناهيك عما يحدثه من إحباط وتطرف وفقدان للوعي الحقيقي الصادق.
الفن الهادف على العكس من ذلك تماماً، يقدم القدوة، ويحارب السلبيات، ويستنهض الهمم، ويحيي القيم النبيلة، ويربط الحاضر بالماضي ويحرض على التفكير في المستقبل.. هو رسالة تنوير للعقل الجمعي ضد محاولات الهيمنة، وهو تحصين للإرادة، وتمتين للوعي، وشحذ للهمم. وهو ما أدركته الدولة أخيراً ..
اقرأ أيضا: الاستعمار الجديد.. واحتلال العقول!
فيروس كورونا لم يمنع من تصوير وإذاعة مسلسلات رمضان هذا العام ولا شك إنها تحركت إلى الأفضل بعض الشيء.. صحيح أن قليلا منها عالي الجودة والمضمون والهدف كمسلسل الاختيار والبعض الآخر كان متوسطا وجيدا وإن لم تختفي بعد مشاهد العنف والمخدرات والألفاظ النابية .
بالتأكيد سوف تتحسن الدراما شيئاً فشيئاً بعد سنوات ثقيلة من الدراما الهابطة والملعونة. بالتأكيد أن مصر أجمل وأفضل بكثير مما كانت تصوره الأعمال الدرامية وبرامج التوك شو قبل دولة 30 يونيو.