رئيس التحرير
عصام كامل

الفن الهابط والذرائع الواهية!

ما يدهش حقاً أن صناع الأعمال الفنية الهابطة والمشاركين فيها يحاجّون عن هذا الانحطاط والانحدار بذرائع واهية من عينة أن الفن عموماً، والدراما على وجه الخصوص إنما هو مرآة للواقع تعكس تفاصيله وملامحه.. وهو عذر أقبح من ذنب..

 

وقول مردود عليه بأن الفن رسالة تتوخى ترقية الإحساس لدى الشعوب، والارتقاء بالذوق العام وبث القيم الإيجابية وتعزيزها في المجتمع، وتقديم القدوة الحسنة وإستهجان ما عداها.. الفن كغيره من أدوات الثقافة بمثابة جهاز مناعة وظيفته الأولى الدفاع عن الوطن ضد كل ما هو دخيل ومعادٍ..

 

وهو رسالة تنوير للعقل وصيحة تحذير ضد كل ما من شأنه الإضرار بوعي الناس والانحراف بهم عن الفضيلة والأصالة والوعي بواجبات الوقت والتحلي بالإرادة القوية، وتحصينهم ضد محاولات استلابهم بالفن الهابط غناء أو تمثيلاً، أو توك شو لخلق أجيال معادية لوطنهم ليقوموا هم بإسقاط دولهم دون أن يطلق أعداؤها رصاصة أو قنبلة واحدة.

 

اقرأ ايضا: الدراما.. وتعويض الدور الغائب للأسرة والمدرسة!

 

ولا يخفي أن الأجيال الجديدة من الحروب تنطلق من فرضية مفادها "لا تقم أنت بهذه المهمة بل دعهم هم يقومون بها نيابة عنا؛ فهم أقدر على القيام بها بصورة أفضل وبتكلفة أقل".. الأمر الذي يستوجب على الجهات المعنية زيادة الاهتمام والانتباه لخطورة الرسالة الإعلامية الهابطة المفخخة التي تقتل ببطء، وتتسلل إلى شبابنا لتسلبهم إرادتهم ووعيهم ..

 

فكم رأينا أفلاماً ومسلسلات وأغاني تعلي من جرائم القتل والحرق والتآمر والخيانة وشرب الخمر وتعاطي المخدرات، وتغذي التفكك الأسري، وهي أعمال تصنع صنيعها في نفوس نشئنا وشبابنا الذين لا يجدون صعوبة في تقليدها، واتخاذ أبطالها قدوة وبئس ما يقتدون .

 

اقرأ ايضا: لماذا كل هذا العنف.. ولماذا انحدرت أخلاقنا؟!

 

ولا نجد مفراً من القول إن أجيالنا الجديدة تأثرت سلباً بالفن الهابط الذي احتل عقولهم وزيف وعيهم.. وهو ما يطرح سؤالاً: ماذا نفعل لإنقاذ شبابنا من تلك الأعمال المسيئة.. هل يكمن الحل في التقييد والمنع أم التصدي لها بقوة القانون والقلم والتوجيه الهادف.. وتدخل الدولة بإنتاج أعمال أكثر جذباً وأعظم نفعاً.. كما كانت تفعل في الماضي؟!.

 

الجريدة الرسمية