شكاوى الأطباء ونقابتهم !
آخر شىء يمكن توقعه أن تكون لدى الأطباء وكل الطواقم الطبية شكاوى تتعلق بإصابة بعضهم بفيروس كورونا أو توفير مكان لهم فى مستشفيات العزل، بينما نتحدث عن دورهم المهم فى مواجهة الوباء ونشيد بهم فى أغان وأحاديثها التليفزيونية!
لكن للأسف هذا حدث وما زال يحدث.. إن مواقع التواصل الاجتماعى تنقل يوميا شكاوى للأطباء والطواقم الطبية.. وكلها شكاوى تحمل قدرا لا بأس به من المرارة والإحساس بالإحباط.. وكل ذلك فى ظل صمت رسمى من قبل من يديرون المنظومة الصحية بشكل عام ومن يديرون المواجهة مع فيروس كورونا.
اقرأ أيضا: نحن ما بعد كورونا!
الأمر الذى اضطر نقابة الأطباء أن تتقدم بشكوى لرئيس الجمهورية سجلت فيها تأخر إجراء الفحوصات والمساحات للأطباء للاطمئنان عليهم بعد ظهور إصابات فى الطواقم الطبية بالمستشفيات التى يعملون بها، وعدم توفير مكان للعزل فى مستشفيات العزل للأطباء الذين أصيبوا بالفيروس، ومطالبتهم بعزل أنفسهم فى منازلهم، وذلك بحجة أنه لا يوجد الآن مكان لهم فى تلك المستشفيات!..
وبالطبع إذا لم يطمأن الأطباء وكل أعضاء الفرق الطبية على أنفسهم لن يتمكنوا من القيام بواجبهم فى إنقاذ مرضى فيروس خطير سريع الانتشار وسوف نتعايش معه لفترة ليست بالقصيرة.
إن المتوقع بالطبع بعد أن لجأت نقابة الأطباء إلى الرئيس بشكواها، أن تتحرك السلطات الطبية لإزالة أسباب الشكوى، خاصة وإن شكاوى الأطباء تهم الجميع الآن سواء من أصيبوا بالفيروس ومن يأملون ألا يتعرضوا للإصابة به.
اقرأ أيضا: سباق لقاح كورونا
أى تهم الرأى العام كله، الذى يحتاج دوما لمن يتحدث إليه باستمرار وتقديم المعلومات السليمة له، وعدم الاكتفاء بذلك الرصد اليومى الروتيني بعدد الإصابات وعدد حالات الوفيات وعدد من تم لهم الشفاء وخرجوا من مستشفيات العزل.
من يديرون أزمة كورونا صحيا مطلوب منهم الآن أن يقولوا للناس حقيقة ما يثار حول امتلاء مستشفيات العزل، وحول التأخر فى إجراء المسحات لمن ظهرت عليهم أعراض المرض، وبالتالى التأخر فى تقديم العلاج لهم، رغم إن وزارة الصحة قالت مرارا إن أسباب ارتفاع ثلث أعداد وفيات الفيروس كانت حالات لمصابين بدأوا العلاج متأخرين أو توفوا قبل الوصول إلى المستشفيات.
وأيضاً حول ما أثير إن ثمة تقليلا فى إجراء المسحات لتقليل أرقام الإصابات المعلنة.. من يديرون الأزمة صحيا يجب أن يكونوا على تواصل دائم بالرأي العام لطمأنته، وتزداد الحاجة أكثر لهذا التواصل إذا كنّا نتأهب للدخول لمرحلة التعايش مع الفيروس.