كورونا ومعارضة!
لا يوجد بلد فى العالم تقريبا لم تتعرض فيه إدارته وحكومته للانتقاد والاعتراض على ما اتخذته من إجرءات لمواجهة وباء كورونا.. ربما تكون الصين الوحيدة التى لم نسمع عن ارتفاع أصوات أحد فيها بالاعتراض على ما اتخذته الحكومة من إجراءات صارمة جدا فى مواجهة الوباء..
وصلت إلى إلزام نحو 750 مليون إنسان بالبقاء فى المنازل لنحو شهرين ونصف الشهر وعدم مغادرته وإلا تعرضوا للعقاب الصارم.. وقد يعود ذلك إلى طبيعة النظام السياسى فيها.. لكن الدول تقريبا مع إختلاف النهج الذى اتبعته فى مواجهة الوباء واجهت انتقادات واعتراضات..
اقرأ ايضا: كورونا وعذاب السفر!
تساوت فى ذلك الدول التى فرضت عزلا اجتماعيا صارما وغلقا اجتماعيا كاملا، وتلك الدول التى اكتفت بعزل وغلق جزئى، وأيضاً الدول التى لم تلجأ أصلا إلى العزل الإجتماعى والغلق الإقتصادى.
فى الولايات المتحدة الانتقادات والمعارضة لسياسات ترامب لا تتوقف ووصلت ذروتها بإشتراك سلفه أوباما فيها.. بل وكانت سببا لحدوث صدامات ومشاجرات علنية بين ترامب وعدد من الصحفيين..
وفى ألمانيا التى حظيت تجربتها بالإشادة عالميا لم تسلم المستشارة الألمانية من الانتقاد طوال الوقت، بل وخرجت مظاهرات فى بعض المدن رافضة خطتها للخروج التدريجي من العزل الاجتماعى والغلق الإقتصادى..
وأيضاً فى كوريا الجنوبية التى أوصت منطمة الصحة العالمية الدول بمحاكاة تجربتها فى مواجهة الفيروس لأنها حققت نجاحا فى السيطرة عليه لم تسلم من النقد حكومتها ورئيسها الذى فاز حزبها فى خضم أزمة كورونا بأغلبية كبيرة فى انتخابات برلمانية شهدت نسبة مشاركة غير مسبوقة فيها منذ ثلاثة عقود مضت..
اقرأ ايضا: كورونا تزيد صراعات العالم
حتى السويد التى لم تنتهج سياسات الغلق والعزل ونالت تجربتها فى مواجهة الفيروس اهتماما عالميا، شهدت هى الأخرى معارضة لسياستها.
وهكذا.. كل الحكومات والإدارات المختلفة تعرضت سياساتها للانتقاد بل والرفض أحيانا، وارتفعت أصوات معارضة لها تطالب باستبدالها بسياسات أخرى.. ولعل ذلك أحد ما فعله فيروس كورونا المستجد فى عالمنا.. إنه أثار الخلافات حوله وحول أسلوب مواجهته بين الدول بعضها البعض، وداخل الدولة.. وهذه هى بعض آثاره السياسية.