كورونا وعذاب السفر!
مع اتجاه العالم للتعايش مع فيروس كورونا وإعادة مظاهر الحياة تدريجيا قبل توفر لقاح له يقى ويمنع ويقضى عليه، يتم الآن تداول معلومات حول الإجراءات الصحية الاحترازية التي سوف يتم اتخاذها مع المسافرين لمنع انتشار الفيروس..
ابتداء من حجز تذاكر الطيران بعد إجراء التحليلات اللازمة التي تؤكد عدم الإصابة بالفيروس، مرورا بالإجراءات التي سوف تتخذ مع المسافر في مطار الإقلاع ومطار الوصول وأية مطارات يمر بها عبر رحلته، وانتهاء بإجراءات السماح له بدخول البلد الذي يقصده.
وهى إجراءات كثيرة ومتنوعة ولا تستهدف فقط التأكد من سلامة المسافر وعدم إصابته بالفيروس، وإنما تستهدف أيضا حماية كل من سوف يتعامل معهم المسافر من الفيروس في المطارات، من رجال الأمن، وموظفى شركات الطيران، ورجال الجمارك، وحتى عمال النظافة..
اقرأ ايضا: سيناء والإرهاب
وجوهرها أنها سوف تحول السفر من متعة إلى عذاب أليم، لن يتحمله إلا المضطر فقط للسفر، مثل الذين يعملون خارج بلادهم.. أي إنها في المحصلة النهائية سوف تغتال حركة السياحة العالمية أو تخفضها بدرجة كبيرة جدا طوال الوقت الذي سوف يعيشه البشر مضطرين مع هذا الفيروس سريع الانتشار..
والذي يقدره البعض بنحو العامين يكون خلالهما تم إنتاج اللقاح المنتظر لهذا الفيروس وإتاحته لكل بلاد العالم بلا استثناء، لأن وجود هذا الفيروس في بلد قد ينقله إلى بلاد أخرى.
اقرأ ايضا: فيروس ورئيس!
وهنا علينا أن نعيد النظر في مصادر النمو الاقتصادى في بلادنا.. لأننا سنضطر إلى عدم الاعتماد على السياحة باعتبارها قاطرة للنمو كما كان يقال، في ظل انكماش حركة السفر والسياحة في العالم كله..
وسيكون أمامنا فرصة حقيقية لتصحيح الخلل في اقتصادنا بالعودة للاعتماد على الزراعة والصناعة.. وإذا حدث ذلك سنقلل من اعتمادنا على الخارج في تدبير غذائنا واحتياجاتنا الأساسية، وسنوفر موارد للنقد الأجنبي تعويضا عما سنفقده من إيرادات السياحة.