وزير التعليم يثبت أن كورونا "وهم"
تعيش مصر والعالم أزمة خطيرة إسمها فيروس كورونا، وتتخذ الدولة المصرية إجراءات احترازية غير مسبوقة لمواجهة ذلك الفيروس اللعين، فنجد رئيس الوزراء يصدر قرارات كل أسبوعين درءا لأية تداعيات محتملة لفيروس "كورونا"..
في ظل هذه الإجراءات الاحترازية الشديدة وارتفاع حالات الإصابة في مصر وحالات الوفيات، وذلك من خلال المصادر الرسمية، يفاجئ مصر والعالم وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي – من خلال اتخاذه قرارات محددة - بأن ذلك الفيروس هو "وهم" كبير، وأنه غير موجود..
اقرأ أيضا: عملاء القروض.. يا فرحة ما تمت
وذلك لأنه أصدر قراراته بطريقة تسليم الأبحاث الورقية، وذلك بأن يجهز الطالب المشروع ورقيًا، ثم يضعه في ظرف مغلق. ثم يقوم بكتابة الأرقام التعريفية والصف الدراسي للطلاب المشاركين في المشروع، على الظرف. ثم يقوم بتسليم الظرف إلى المدرسة بين الفترة من 9 مايو إلى 16 مايو 2020.
وعن طريقة تصحيح الأبحاث قرر سيادته تشكيل لجان خماسية من المعلمين، كل لجنة تضم معلم اللغة العربية والرياضة والإنجليزي والدراسات والعلوم، وتقوم هذه اللجان بالذهاب للمدارس لتصحيح الأبحاث، وإذا كان الصف الثالث الإعدادي فتتوجه اللجان للإدارة التعليمية لتصحيح الأبحاث فيها.
وطبعا بعدما علم أولياء الأمور أن أبحاث ابنائهم ستصحح في المدارس أو الإدارات التعليمة، وأنهم عندما يسلمون أبحاث أبنائهم سيأخذون مستندا رسميا بتسليم الأبحاث، فرح هؤلاء أن يكون أبحاث أبنائهم ورقية، فهي أضمن طبعا من البحث الاليكتروني، فمعهم مستند على التسليم للمدارس.
اقرأ أيضا: حمى الشراء وسلوكيات مرفوضة
فإذا علمنا أن التسليم سيكون في المدارس في خلال أسبوع واحد، وإذا علمنا أن عدد الطلاب من الصف الثالث الابتدائي إلى الثالث الإعدادي في مصر يزيد على 16 مليون طالب كلهم مطالبون بالذهاب للمدارس في توقيت واحد هو أسبوع وتسليم البحث، وإذا افترضنا – كما هي العادة المصرية الأصيلة – أنه سيذهب مع الطالب ولي أمره فسيكون لدينا في الشارع وأمام المدارس ما لا يقل عن 32 مليون فرد..
وإذا كان معهم أطفال فسيزداد العدد، وإذا علمنا أن العادة المصرية هي الإسراع والاندفاع فسيكون عندنا في اليوم الأول أو الثاني ما لا يقل عن 20 مليون إنسان في الشارع، ونحن نعلم كيف سيكون الحال وقتها في الشارع المصري.
فإذا افترضنا أن 10 فقط من هؤلاء كان لديهم الفيروس فسيقومون بعدوى كل هؤلاء، وطبعا سيادة الوزير يعلم ذلك لكنه يبدو أنه على علم بأنه لا يوجد ما يسمى بفيروس كورونا، وأنه "وهم"، وأن رئيس الوزراء -الذي ما ينفك يطالب المصريين بالمكوث في المنزل ويشدد في ذلك- في الحقيقة يضحك على المصريين، بدليل أن وزير التعليم يخالف تعليماته وتعليمات الدولة ولا يتخذ معه رئيس الوزراء أي إجراء، بل يتركه يدعو المصريين للنزول لتسليم الأبحاث وتسليم الأرواح للفيروس اللعين .
اقرأ ايضا: خطورة أجهزة المحمول الرديئة
كما أن وزير التعليم بالمخالفة لقرارات رئيس الوزراء قرر أن يستدعي كل المعلمين، ويجعلهم في لجان خماسية لتنزل للمدارس أو الإدارات لتصحيح الأبحاث، ولو علمنا أن عدد هؤلاء يزيد على مليون معلم ينبغي أن ينزلوا المدارس والإدارات في توقيت واحد، فنعلم حجم الكارثة التي قد تصيب المجتمع من جراء ذلك..
لكن طبعا وزير التعليم لا يهتم بكل ذلك لأنه بالتأكيد يريد أن يدلل على أن كورونا وهم كبير، بدليل دعوة الشعب المصري للنزول للشارع دون أن يكون هناك أي رد فعل من رئيس الوزراء على ذلك.