رئيس التحرير
عصام كامل

هل تمول زوجتي الإرهاب؟!

عدم الفصل في بعض القضايا يجعلها مثار جدل دائم، ولا فصل يرتاح له الجميع إلا الذي يصدر عن جهات رسمية، والجدل المثار حول جمعية (رسالة) ودعمها للإخوان لم يتوقف منذ إزاحة الجماعة عن الحكم.

 

وبالتوازي مع ما يثار.. لم تتوقف الجمعية عن جمع التبرعات، بل إنها تحشد العديد من النجوم في إعلاناتها لتحفيز المواطنين على التبرع، يتزايد الجدل كل عام مع حلول شهر رمضان، حيث تكثف الجمعية من عرض إعلاناتها على أغلب الشاشات، وبالتأكيد العائد سيكون أضعاف ما تنفقه على حملاتها الإعلانية المقدر بملايين الجنيهات، هذا إلى جانب استضافة رئيسها شريف عبدالعظيم في البرامج الأكثر انتشاراً.

 

ومع الجدل المتجدد تنبري (رسالة) في الدفاع عن نفسها، إما من خلال بعض العاملين بها.. أو من خلال بيانات تصدر عن متحدثها الرسمي، الذي لم يسلم هو الآخر من اتهامه بالانتماء لجماعة الإخوان.

 

اقرأ أيضا: كورونا يهزم زيدان ونيوتن

 

أما التهمة المثارة حالياً والمتناثرة على مواقع التواصل الاجتماعي فهي تمويل الجمعية للأنشطة الإرهابية التي تقوم بها الجماعة، وبذلك تكون زوجتي في مقدمة الممولين للإرهاب، حيث دأبت منذ سنوات على التبرع شهرياً للجمعية، وإن صحت التهمة التي تحتاج إلى أدلة واضحة.. فهذا بلاغ ضدها ومعها ملايين المصريين الذين يتبرعون بشكل منتظم لرسالة.

 

الدور الذي تلعبه الجمعيات الخيرية لم يعد هامشياً، ليس في مصر وحدها.. ولكن في العالم كله، خاصة بعد إنتشار  فيروس كورونا، الذي ضاعف من عوز الملايين حول العالم، وهؤلاء يحتاجون إلى دعم هذه الجمعيات إلى جانب دعم الدول، ووفقاً لما تعلنه (رسالة) فقد إمتدت أياديها للمحتاجين في ربوع مصر، وهذا يحتم دحضاً من الجهات الرسمية للاتهامات المثارة حولها، أو تأكيداً لها، وهو ما يترتب عيه وقف أنشطتها.

 

اقرأ أيضا: أزمة ثقة

 

رسالة لم تنفرد وحدها باتهامات سكتت الجهات الرسمية عن نفيها أو تأكيدها، فهناك قضايا أخرى تتعلق بالعديد من الشخصيات لاكتها الألسنة وكتبت فيها عشرات المقالات، وكانت الشغل الشاغل للبرامج التليفزيونية، مثل القضية ( ٢٥٠ ) التي توارى الحديث عنها بالتقادم، ولا يلوح بها إلا نادراً، والجهات الرسمية لم تؤكد أو تنفي الاتهامات التي طالت العشرات في هذه القضية.

 

ومثلها شخصيات كانت تعمل مع الإخوان، سواء مستشارين لهم أو مؤمنين بأفكارهم أو داعمين لبقائهم في السلطة، وبعد إزاحة الإخوان استمر هؤلاء يطلون من الشاشات ويتصدرون الصفوف في المناسبات، وسكتت الجهات الرسمية عن استبعادهم، أو نفي التهمة عنهم، حتى قيل إنهم كانوا يخترقون أوكار الجماعة لمصلحة الشعب، وهو ما يجعلهم أبطالاً.

 

اقرأ أيضا: ضيوف الجزيرة

 

على الجهات الرسمية ألا تتركنا يتهم بعضنا البعض، وأن تفض الاشتباكات المعلقة منذ سنوات، وهذا لا يكلفها سوى بيان من المتحدث باسم مجلس الوزراء، فالظروف الصعبة التي نمر بها - كما العالم كله - تقتضي الوضوح، وتحتم علينا أن نتكاتف جميعاً مع الدولة لنعبر الأزمة.

besheerhassan7@gmail.com

 

الجريدة الرسمية