هل يعاقب المصريون "رامز" المجنون رسمي؟
تحدث العالم المصري الراحل «جمال حمدان» في مؤلفه الموسوعي شخصية مصر دراسة في «عبقرية المكان» عن تميز مصر بموقع فريد بين الأمم، وتعددت العوامل التاريخية والجغرافية في تشكيل شخصية أبنائها، وعانت مصر لسنوات طوال من الاستعمار والحروب، ووصل بنا الحال إلى عدد من الصفات والسمات المشتركة بين أغلب المصريين.
ويمكن أن تتناقض هذه السمات والصفات، ونذكر منها المرح والصفاء، والميل إلى الحزن، وكذلك الانبساطية التي لا تميل إلى الفردية، والبساطة والتعاون، وحب الأسرة والأسلاف، التدين والنزعة الروحية والنزوع الديني، والتواكلية، والرضا، والصبر، والسلبية.
لماذا تهرب العقول المميزة من «محمد رمضان»؟
وقد نتفق أو نختلف على بعض تلك السمات والصفات أو كلها، ولكن المؤكد أن هناك جانبًا كبيرًا ملموسٌ في واقعنا، لا يمكن الالتفات عنه ودورنا الآن أن نستفيد من الصفات الإيجابية ونُقَّوِم السلبية، خاصةً وأننا في منعطفٍ محلي ودولي يدعونا إلى وقفة تصحيحية تتماشى مع التنمية المنشودة لبلادنا.
وقد يجد هذا الكلام صداه عندما نجد أن هناك من يحاول التلاعب بالمصريين بل وعلى نفقتهم، فقد أصبحنا في مواجهة تحديات داخلية أخطر من نظيرتها الخارجية، فهناك ما يهدد أبناءنا وشبابنا أخلاقيا واجتماعيا، ويهدد المجتمع اقتصاديًا، وهو ما يجعلنا نستدعي من الذاكرة حينما ارتفعت أسعار اللحوم منذ حوالي ثلاثين عامًا فأعلنت جمعية سيدات المعادي مبادرة مقاطعة اللحوم.
هل ينحاز الدستور لحقوق المرأة مثل الرجل؟
وتوسعت هذه المبادرة حتى أحدثت نتائجًا ملموسة، استفاد منها المصريون جميعًا، وكان للإعلام النظيف دوره في مساندة هذه المبادرة، مثل البرنامج الإذاعي «على الناصية» للإعلامية الراحلة آمال فهمي، ولدينا اليوم مواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن من خلالها تدشين منصات لحماية كافة حقوق المواطن، وهو ما حدث بالفعل في مواجهة ارتفاع أسعار السيارات أو الغش التجاري أو نشر العنف والبلطجة تحت مُسمى الفن.
خطاب مفتوح لـ"رئيس هيئة الرقابة الإدارية" (1)
واليوم، وقد زادت التحديات، فلا بد من زيادة الوعي والإرادة وكذلك المبادرات، وأن نتجه بدلا من السب والنقد، وطلب التدخل التشريعي والقضائي، إلى سلوك عملي مؤثر، فإذا عُرِض برنامج تافه يدعو للسادية هجرناه، أو مسلسل ينشر البلطجة ذهبنا إلى مسلسل يبث الانتماء والوطنية في أبنائنا.
أخيرًا.. نجح الدكتور طارق شوقي!
وحين نجد إعلانًا مستفزًا لسلعة، فلا بد من الامتناع عن شرائها، وإذا ارتفع سعر سلعة دون مبرر أوجدنا البديل أو تحملنا مقاطعتها حتى تعود إلى السعر العادل، وحينما نتعرض لاستغلال فئة لإحدى الأزمات فلا بد من توفير البدائل مع المحاسبة بعد انتهاء الأزمة، وهكذا.. وفي النهاية فلن يتحسن حال المصريين بالتشريعات وحدها، بل إن أعمدة التقدم والتحضر هي الوعي والإرادة والتوحد.. وللحديث بقية.