فيروس ورئيس!
أحدث نكتة عالمية أطلقها الرئيس الأمريكى ترامب والتى اتهم فيها الصين بأنها بفيروس كورونا تستهدفه شخصيا، أو تستهدف إبعاده عن البيت الأبيض!
فهو قال إن تعامل الصين مع تفشى فيروس كورونا يشى بأنها ستفعل كل ما فى وسعها لتجعله يخسر سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة فى أمريكا.. وأكد أنه يدرس خيارات لمعاقبة الصين على طريقة تعاملها مع الفيروس والتى أدت كما يقول إلى تفشى الوباء، وأنه يمكنه أن يفعل الكثير..
وهكذا لا ينظر رئيس أكبر دولة فى العالم إلى تلك الجائحة التى روعت العالم، وعرضته لأزمة اقتصادية خطيرة إلا من نطاق ضيق جدا، لا يتجاوز حجم صندوق الانتخابات التى سوف يخوضها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إقامتها بعد نحو ستة أشهر.
اقرأ أيضا: كوارث ترامب لا تأتى فرادى!
لقد نسى ترامب أنه الآن رئيس مسئول عن دولة اجتاحها وباء كورونا وفاق عدد الضحايا الذين سقطوا بسببه عدد قتلاها فى حرب فيتنام التى تمثل للأمريكيين حتى الآن ذكرى سيئة لا يقدرون على نسيانها.. ونسي أيضا أن هذه الدولة التى يرأسها هى أكبر دولة فى العالم والتى تعتبر نفسها قائدة للنظام الدولى الحالى..
وبالتالى هى مسئولة عن أمن العالم واستقراره الذى تعرض لتهديد جسيم، وإنه بالتالي مسئول أمام العالم عن حمايته من خطر هذه الجائحة.. وتذكر فقط أنه تنتظره انتخابات رئاسية مقبلة يريد أن يكسبها ليبقى فى البيت الأبيض لسنوات أربع إضافية بعد أن يستهلك فترته الرئاسية الأولى بنهاية هذا العام.
اقرأ أيضا: كورونا تزيد الصراع العالمى !
ترامب كما قلت فى هذا المكان من قبل إنه ارتدى رداء المرشح للرئاسة وليس رداء الرئيس المسئول ورغم الجائحة لم يبدل ملابسه.. وإذا كان هو يتهم الصين بأنها سوف تفعل ما فى وسعها لكى يخسر الانتخابات، فإنه سوف يفعل أيضا ما فى وسعه لكى يكسب هذه الانتخابات، حتى ولو كان يهدد أمن واستقرار العالم كله وليس الولايات المتحدة وحدها.
لذلك علينا أن ننتظر فى عام كورونا، وليس بعده، صراعا دوليا ضاريا.. وهذا ما خلصت إليه بعد أن بدأت فى إعداد كتابا جديدا حول تعامل قادة عدد من الدول مع الوباء الجديد الذى اجتاح العالم اخترت له عنوانا: رؤساء وكورونا .