كورونا تزيد الصراع العالمى !
التصحيح المفاجئ لأرقام الصين لوفيات فيروس كورونا المستجد فى المدينة التى انطلق منها (ووهان) لم يهدأ من الحملة الأمريكية التى لاقت هوى لدى بعض الدول الأوروبية ضد الصين، رغم أن هذا التصحيح الصينى المفاجئ رفع أرقام وفيات ووهان بسبب الفيروس بنسبة 50 فى المائة دفعة واحدة!
فقد رد الرئيس الأمريكى ترامب فورا على ذلك فى مؤتمره الصحفى اليومى المعتاد منذ تعرض بلاده لوباء كورونا متهما الصين بأنها مازالت تخفى معلومات عن هذا الوباء.. وقال إن عدد إصابات ووفيات الفيروس فى الصين مازال أكبر مما أعلنته الصين مؤخرا ، وأيضاً أكبر من الإصابات والوفيات فى أمريكا.
اقرأ أيضا: لغز الفيروس المستجد مستمر!
وفى ذات الوقت فقد تقدم عضوان بالكونجرس بمشروع قانون يسمح بمقاضاة الصين لأنها نشرت الفيروس فى العالم بإخفائها معلومات عن ظهوره لديها فى البداية، وهو ما يتيح إلزام الصين بدفع تعويضات مالية لأمريكا.
بينما قام بايدن المرشح المنافس لترامب بتوجيه انتقادات للرئيس الأمريكى بأنه تخاذل فى محاسبة الصين على إخفائها معلومات عن الفيروس أسهمت فى انتشاره خارجها، خاصة فى أمريكا مما ألحق الأذى كثيرا بالأمريكيين.
وهكذا فى الوقت الذى بدأ العالم يتطلع إلى اليوم التالى لانحسار خطر فيروس كورونا المستجد يتصاعد الصراع الأمريكى الصينى.. وهو كما يصفه بعض المراقبين بأنه صراع كورونى وليس تجاريا مرشح للتصاعد خاصة وأن الأمريكيين يتأهبون لانتخابات رئاسية يدخلها ترامب وقد فقد أوراقا مهمة كان يعول عليها لتحقيق الفوز فيها، وأهمها ما حققه الاقتصاد الأمريكى من تحسن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهو التحسن الذى بدده الفيروس المستجد..
اقرأ أيضا: خبراؤنا نائمون!
لكن هذا الصراع سوف يغلب عليه الطابع الاقتصادى.. أى إن عالم ما بعد كورونا سوف يكون عالم الصراعات الحادة بين الدولة صاحبة أكبر اقتصاد فى العالم والبلد صاحب ثانى أكبر اقتصاد فى العالم .. وأى صراع يصاحبه استقطابات بالطبع نشاهد الآن مؤشرات لها بدفاع روسيا عن الصين فى مواجهة الاتهامات التى وجهت لها بتصنيع فيروس كورنا المستجد. وهذا ما توقعته مبكرا فى “فيتو”، ردا على من كانوا يأملون فى أن يكون عالم ما بعد كورونا جنة.
