كوارث ترامب لا تأتى فرادى!
الرئيس الأمريكى ترامب هو الذى سيدفع الثمن الأكبر لما حدث فى سوق نفط تكساس أمس.. فما حدث هو انهيار لا مثيل له فى هذا السوق له علاقة بالطبع بتداعيات جائحة كورونا، والتى تسببت فى انخفاض استهلاك النفط وبالتالى الطلب عليه مقابل المعروض منه..
ولكنه ناجم كما يقول خبراء النفط عن مضاربات لبعض مشترى عقود النفط الأمريكى (نفط تكساس)، الذين أقبلوا على شراء عقود خاصة بشهر مايو بسعر منخفض، أملا فى بيعها بسعر أعلى بعد توصل دول أوبك ودول أوبك بلاس لاتفاق على تخفيض الإنتاج، وعندما لم يحدث ذلك واقترب موعد انتهاء صلاحية عقود شهر مايو، وهو اليوم، أقبلوا على بيعها فحدث هذا الانهيار الضخم والكبير فى أسعار هذه العقود لعدم وجود مشترين..
اقرأ أيضا: كورونا تزيد الصراع العالمى !
نظرا لأن خزانات النفط فى أمريكا صارت مملوءة عن آخرها.. وهكذا ما حدث فى سوق النفط الأمريكى أشبه بما شهدته السوق الافتراضية للعقارات فى عام ٢٠١٨.. غير أنه لم يؤثر على أسواق النفط الأخرى فى العالم، حيث مازال السعر العالمى لخام برنت ٢٠ دولارا للبرميل، وهو رقم مشابه أيضا لسعر برميل بترول تكساس لعقود شهر يونيو التى يبدأ العمل بها غدا.
ولذلك ما حدث فى أمريكا مازال محصورا داخلها فقط وليس له تداعيات يعتد بها على أسواق النفط العالمية الأخرى، وعلى رأسها سوق خام برنت، وإن كان ليس مستبعدا أن يدفع ذلك ترامب لتحديد دعوته لدول أوبك وأوبك بلاس بمزيد من تخفيض الانتاج، خاصة وأن التخفيض الذى إتفقوا عليه ليس كافيا.
وإذا كان ترامب سارع بطمأنة شركات البترول الامريكية التى تضررت بما حدث فى سوق تكساس، حينما انهارت أسعار أسهمها فى البورصة، ووعدهم بتقديم دعم لهم، وزيادة القدرة التخزينية للنفط فى امريكا، فإن ذلك لن يكون كافيا وحده لطمأنتهم أو استعادة ثقتهم، وهو ما يلقى بظلاله السلبية على الموقف الانتخابى للرئيس ترامب، خاصة وأن أصحاب هذه الشركات الأمريكية كانوا داعمين له وللحزب الجمهورى فى الانتخابات السابقة التى جاءت به رئيسا.
اقرأ أيضا: لغز الفيروس المستجد مستمر!
وهكذا المصائب لا تأتى فرادى لترامب.. فما كان يتباهى به من إنجازات اقتصادية فى أمريكا جاء وباء كورونا وما تبعه من إغلاق اقتصادى ليطيح به، ليفقد أهم أوراقه فى معركته الانتخابية المقبلة، وتتوالى بعد ذلك المصائب، حينما انهار النظام الصحى الأمريكى فى مواجهة فيروس كورونا، وهو ما زاد من الانتقادات الموجهة لترامب لإجهاضه مشروع سلفه أوباما للتأمين الصحى..
وقبل أن يفيق ترامب من هذه الضربات فاجأته ضربة نفط تكساس.. وسوف يدفع ترامب ثمن كل هذه المصائب فى انتخابات نوفمبر المقبل إذا لم يحدث تغير دراماتيكى فى مواجهة فيروس كورونا على الصعيد ين الصحى والاقتصادى.