رئيس التحرير
عصام كامل

الحياة في ظل الوباء!

ليست تلك أول جائحة يعيشها البشر، ثمة جوائح عديدة مرت على الإنسان بعضها يرصدها التاريخ، ويرصد معها أنها لم تكن قصيرة الأمد إنما استمرت عدة سنوات، وأشهر تلك الجوائح هي جوائح الطاعون الثلاثة الكبيرة..

 

الأولى منها بدأت عام 540 ميلاديا في ظل وجود الإمبراطورية الرومانية، وتكرر ظهورها عدة مرات حتى نهاية القرن السابع الميلادي، والثانية ضربت أوروبا عام 1347 ميلاديا واستمرت أربع سنوات وقضت على حياة نحو ثلث سكان أوروبا، والثالثة بدأت في منتصف القرن التاسع عشر بالصين وانتقلت إلى الهند واستمرت نحو ثلاثين عاما قضت خلالها على حياة 12 مليون شخص.

 

اقرأ أيضا: الحياة بعد كورونا!

ولذلك من الخطأ تصور أن جائحة كورونا التي نعيشها الآن سوف تنتهى في غضون بضعة أسابيع قليلة، مثلما هو خطأ أن نتصور أن البشرية لن تتخلص منها وتتجاوزها، وسوف تصبح فيما بعد مآسيها مجرد ذكريات تسجلها كتب التاريخ وأيضًا كتب الأدب..

 

بل إن تلك الجائحة الجديدة التي نعيشها حاليا سوف يختصر زمنها بالتأكيد ما سبق أن حققه الإنسان من تقدم علمى يتيح له اكتشاف وإنتاج علاج لذلك الفيروس المستجد، وأيضًا لقاح أو مصل له يقى من الإصابة به ،ويحمى الإنسان من خطره.. وبالفعل ثمة سباق حاليا للتوصل لأنجح علاج وأفضل لقاح له، وقد بدأت تجارب سريرية عليها بالفعل..

 

وفى غضون شهور سيكون متاحا إنتاجه، ولكن حتى يتحقق ذلك فإن الحياة يجب أن تستمر في ظل وجود هذه الجائحة.. وهذا ما حدث في غضون ما عاشه البشر من جوائح سابقة، لكن مع الاستفادة مما حققه البشر من تقدم علمى يمكنهم من اتخاذ إجراءات احترازية للتقليل من الإصابات بذلك الفيروس المستجد سريع الانتشار..

 

اقرأ أيضا: كوارث ترامب لا تأتى فرادى !

 

ولعل هذا ما فعلته الصين بعد أن نجحت بالحجر الصحى والإغلاق التام للمقاطعة التي ظهر فيها الفيروس، فقد أعادت بعد شهرين ونصف تدريجيا مظاهر الحياة الطبيعية المقترنة بالإجراءات الاحترازية.  

الجريدة الرسمية