الحياة بعد كورونا !
كثير من المفكرين يرون إن حياة البشر بعد كورونا سوف تختلف عنها قبله.. هم يرون إن هذه الحياة لن تكون فقط خالية من القبلات والاحضان وحتى مجرد التلامس بالايدي، وانما سوف تختلف فى أمور أخرى كثيرة عن حياتنا التى كنّا نعيشها قبل أن نبتلى بفيروس كورونا المستجد.
فهم يرون ان السفر بين الدول سوف يقترن باجراءات احترازية صحية، على غرار تلك الإجراءات الاحترازية الأمنية التى قبلنا بها بعد احداث سبتمبر.. ويرون أيضا أن ممارساتنا للتكنولوجيا سوف تتسارع وتشهد طفرة كبيرة، بعد أن جربنا الاجتماعات عن بعد والتعليم عن بعد وأيضاً العمل من المنازل بإستخدام ما أتاحته لنا التكنولوجيا من أدوات..
اقرأ ايضا: كورونا تزيد الصراع العالمى !
كما يرون ان العلاقات بين البشر سوف تختلف، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الغرباء، وان الخوف والتوجس من الآخرين سوف يزداد، وذلك بعد ان صار الاخر مصدرا للخطر او الشر.
ومن الصعب مسايرة هؤلاء فيما ذهبوا إليه، لأن تلك الاستنتاجات تصطدم بحقيقة مهمة، هى حقيقة الانسان الذى هو كائن اجتماعى.. بل لعل ثمة شواهد ونحن مازلنا حتى الأن فى خضم الوباء ولم نتخلص منه بعد تشير إلى عكس تلك التوقعات.. وأهم هذه الشواهد ما حدث فى كل من لبنان وامريكا..
فقد خرج امريكيون ولبنانيون يتظاهرون فى الشوارع غير عابئين بتعليمات التباعد الاجتماعى.. وحتى عندما اختار اللبنانيون التظاهر فى السيارات، حتى لا يلتحموا ببعضهم البعض فى الشوارع فإنهم كانوا داخل كل سيارة قريبين من بعضهم البعض.
اقرأ ايضا: كورونا والاقتصاد المصرى
ربما لن تعود بسهولة حركة السفر بين الدول وحركة السياحة العالمية، حتى بعد السيطرة على هذا الفيروس المستجد.. وربما تتخذ الدول مستقبلا إجراءات صحية احترازية على غرارالاجراءات الصحية.. وربما ايضا يسرع البشر فى استخدام الامكانيات التكنولوجية.. لكن طبيعة البشر لن تتغير بعد كورونا.. سوف يعودون مجددا للتجمع والتلاقي وكذلك الأحضان والقبلات والتلامس.. وهذا حدث بعد كل الأوبئة التى شهدها البشر.