الرسائل المهمة للإفتاء والأزهر والصحة!
وحسنًا فعلت دار الإفتاء بعد واقعة اعتراض أهالي شبرا البهو لدفن طبيبة توفيت مصابة بفيروس كورونا.. حين سارعت لتؤكد بحسم في فتوى شرعية أن التشاؤم والاستهزاء والتحقير والتنمر بالمصابين والمرضى سلوك ذميم منهى عنه شرعًا، وأن دفن الجثمان من جملة ما جعله الإسلام من حقوق الميت علينا تكريمًا له وصيانة لجسده..
وأن دفن المتوفى بأمراض معدية يكون حسب تعليمات وزارة الصحة بما يجمع بين التدابير الصحية والإجراءات الشرعية، بين الوقاية الصحية وتكريم الإنسان وعدم التنمر به، خصوصًا أن المأمول من الله فيمن ابتلى بالموت بهذه الجائحة أن ينال درجة الشهادة عند الله في الآخرة.
اقرأ أيضا: وتغيرت أولويات الإعلام والسياسة والشعوب!
دار الإفتاء أهابت بالجميع أن يبادروا بإرضاء الله تعالى في مثل هذه الأوقات التي يتعين علينا جميعًا فيها التعاون باتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية، وأن نكون جميعًا عونًا لأجهزة الدولة على ما أقامهم الله تعالى فيه.. وعلى الجميع أن يحذر التنمر أو السخرية من أصحاب الابتلاءات.
كما بادر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالقول إن التنمر من مصابي كورونا سلوك مرفوض ومحرم ومنافٍ لقيم السلام وحسن الخلق في شريعة الإسلام، وقد حرم الإسلام الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة فقال تعالى: "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (البقرة :190)..
كما دعا الإسلام إلى احترام بني الإنسان وإكرامهم أصحاء ومرضى، أحياءً وأمواتًا فقال تعالى "ولقد كرمنا بني آدم" (الإسراء: 70).. ودعا المركز إلى مداواة المرضى، والإحسان إليهم والتألم لألمهم؛ فالإصابة بكورونا ليست ذنبًا أو خطيئة على المصاب بها إخفاءها عن الناس كي لا يعيّر، بل هو مرض كأي مرض، لا منقصة فيه، وكل الناس معرضون للإصابة به، ونتاج إخفاء الإصابة به من قبل المصابين به كارثية..
اقرأ أيضا: هل يكون هناك عقد إنساني جديد بعد كورونا؟!
مطالبًا بضرورة تقديم الدعم النفسي لكل مصابي كورونا وأسرهم، وتكاتف أبناء الوطن حتى تتجاوز مصرنا الحبيبة هذه الأزمة بسلام وسلامة.
أما مسألة انتقال العدوى بكورونا من جثث الموتى للأحياء فقد قالت وزارة الصحة إن جثامين ضحايا كوفيد 19 بعد تكفينها بالطرق الوقائية لا تنقل العدوى، ولا داعي للخوف من دفنها في المقابر..
فالمصاب بهذا الفيروس- كما يقول د. أسامة حمدي ، الأستاذ بجامعة هارفارد - ينقل العدوى للأشخاص المحيطين عن طريق الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال، لكن بعد الوفاة، تتوقف تلك الوظائف الحيوية، وبالتالي لا يمكن خروج الفيروس من الجسم.
نرجو أن تصل رسائل دار الإفتاء والأزهر والصحة للجميع؛ حتى لا تتكرر مثل هذه المشاهد الغريبة على مجتمعاتنا وقيمنا وأخلاقنا.. وينبغي ألا نسمح لفئة قليلة أن تفسد أو تشوه قيمنا الحضارية وأصولنا التي تربينا عليها..
اقرأ أيضا: اختبار كاشف !
فتكريم الأطباء لا يقل أبدًا عن شهداء المعارك الذين قضوا في الدفاع عن أوطاننا وليس أقل من أن نعامل جيشنا الأبيض بمثل ما نعامل به الجيش والشرطة الذين يحملون أرواحهم على أكفهم فداءً لأوطانهم؛ فمعارك الوطن واحدة وكلها مهمة، ولا مناص من تحقيق النصر فيها جميعًا حتى نعبر إلى بر الأمان.