وتغيرت أولويات الإعلام والسياسة والشعوب!
أزمة كورونا رغم شدتها وما تحظى به من إهتمام سياسي وإعلامي غير مسبوق فهي الموضوع الرئيسي لكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي تغيرت اهتماماتها وأولوياتها، لكنها ليست نهاية العالم..
فقد شهدت البشرية على مدى تاريخها الطويل موجات أوبئة وفيروسات قاتلة أخذت دورتها ثم اختفت وصارت تاريخاً مرضياً.. وكما تغيرت أولويات الإعلام والسياسة فقد تغير العالم قطعاً أثناء "كورونا" وسوف يتغير أيضاً بعدها.. وسوف يتخلق نظام دولي وعائلي جديد تحتل فيه تكنولوجيا الاتصالات والمعرفة مع الصحة والتعليم والبحث العلمي مرتبة الصدارة في كل دولة.
اقرأ أيضا: كورونا كشفت إنسانية البشر وقبحهم!
لا شك أن فيروس كورونا كما أخرج أسوأ ما في بعض البشر الذين طفحت سلوكياتهم بقرصنة وأنانية واعتداء على حقوق الغير كما حدث في استيلاء بعض الدول على شحنات المستلزمات الطبية التي كانت في طريقها لدول أخرى..
فقد خلق ذلك الفيروس على الجانب الآخر تغييراً جوهرياً في تفكير الشعوب والحكومات، وخلق أنماطاً واتجاهات إجبارية جديدة من السلوكيات؛ كالعمل من المنزل والتعليم عن بعد..
وربما تكون المنافع يوماً أكبر من الخسائر.. فمن كان يصدق أن الصين مثلاً وهي أكثر المتضررين من المرض وتلك مفارقة ستكون هي أكثر المستفيدين من الإصحاح البيئي الناتج عن انخفاض التلوث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهي الحالة التي تشهدها الكرة الأرضية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية..
اقرأ أيضا: وعي المصريين كشف حقيقة الإخوان الإرهابية!
وربما تكون تلك المحنة منحة يفيق منها البشر على سلوكيات أفضل تقلل الوقت والجهد وتخفف الزحام المروري.. لكن المؤكد أن سلوكيات الكثيرين سوف تتغير جوهرياً نحو مزيد من الأنسنة والأخلاق الحسنة التي هي جوهر الأديان جميعاً، وساعتها سوف يتغير تلقائياً تفكير البشر وسلوكياتهم نحو الأفضل.