خبراؤنا نائمون!
أزمة كورونا التي نعيشها نحن وكل العالم حاليا كشفت لنا إن علماءنا نائمون أو على الأقل خارج نطاق الخدمة!.. فمع كثرة هؤلاء الخبراء وتعدد مراكز البحث لم يخرج علينا أحد ليقدم تقدير موقف صار ضروريا لمن بيدهم اتخاذ القرار، رغم أنهم يحتاجون لكل رأى مدروس، ولكل اقتراح جاد، وهم يواجهون هذه الأزمة.
صحيح خرج البعض يطرحون بعض الآراء بخصوص الأزمة التي نواجهها تستحق النظر فيها، وخرج آخرون ببعض المبادرات العملية المفيدة والجيدة والتي تسهم في زيادة الوعى المجتمعى أو دعم الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة الذين تضرروا من التداعيات الاقتصادية لتلك الأزمة..
اقرأ ايضا: فتاوى كورونا!
لكن لم يخرج علينا مركز دراسات وأبحاث من تلك المراكز العديدة الموجودة لدينا، ببحث أو دراسة جادة وموضوعية تقدم بدائل لأصحاب القرار يختارون من بينها.. لقد اختفى فجاة خبراء وباحثو مراكز الأبحاث هذه أو اكتفوا بالتزام منازلهم، رغم أن هناك من يعملون لدينا وهناك تلاميذ وطلاب يتلقون دروسهم ويمتحنون عن بعد.
أنا لا أتحدث هنا عن تصدى هذه المراكز البحثية لبحث طبيعة الحياة على الأرض وشكل العالم مابعد كورونا، والتغيرات التي يتحدث عنها خبراء السياسة والاقتصاد والاجتماع الآن في العالم.. وإنما أتحدث عما هو أقل ولكنه أكثر ضرورة لنا..
اقرأ ايضا: عبث صغير أيام كارثة كبيرة!
مثل تحقيق التوازن بين حماية الناس من هذا الفيروس اللعين سريع الانتشار واستمرار الأنشطة الاقتصادية الضرورية، ومثل توفير حماية اجتماعية لأصحاب الدخول المحدودة للمتضررين اقتصاديا من تداعيات هذا الوباء، وفى مقدمتهم العمال غير الدائمين وعددهم يفوق المليوني عامل كما قدرتهم وزارة القوى العاملة..
ومثل الإجراءات العاجلة التي نحتاجها لتقليل آثار تداعيات هذا الوباء على اقتصادنا، وأيضًا مثل ما نحتاجه ليكون لنا دور في البحث العلمى الذي يسعى للتوصل إلى علاج ناجح ومصل لهذا الفيروس، هذا ما نحتاجه من خبرائنا وليس مجرد تقييم ما تقوم به إدارة الدولة والحكومة من إجراءات أو الدعاية لها.. لكن خبراءنا للأسف خارج نطاق الخدمة!