"حدائق الإهمال".. من سينتصر؟
فور نشر مقالى السابق "من ينقذ حدائق الإهمال"، تلقيت سيلًا من الاتصالات والتعليقات من المواطنين القاطنين بالمدينة السكنية الكبيرة المشار إليها، وهى مدينة "حدائق الأهرام"، والذين أجمعوا على أن ما ورد بالمقال هو مجرد "غيض من فيض" مما يعانونه فى هذه المنطقة المنكوبة منذ نشأتها بفشل وتسيب مجالس إداراتها المتعاقبة من ناحية، وصمت ولامبالاة المسئولين فى محافظة الجيزة من ناحية أخرى.
وقد أجمعوا أيضًا أنهم أوصلوا شكاواهم المتكررة على مدى عدة سنوات لجميع المختصين فى نطاق محافظة الجيزة، وصولًا إلى وزارة التنمية المحلية، ورئاسة مجلس الوزراء، فضلًا عن تواصلهم مع العديد من وسائل الإعلام، ولكن ذهبت جميع أصواتهم أدراج الرياح، وما زالت مظاهر العشوائية والفوضى والمخالفات الصارخة تغلف جميع جنبات المكان، لدرجة أنهم أصبحوا يتندرون بأن هذه تعتبر أول منطقة سكنية عشوائية فى العالم ذات سور خارجى وبوابات.
اقرأ أيضا: غياب الأخلاق!
ويرى المواطنون المحترمون أن الحلول العملية الحاسمة تتلخص فى الآتى:
1- نقل الإدارة والتبعية القانونية للمدينة، من الجمعية التعاونية لبناء المساكن وتعمير صحراء الأهرام إلى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة أو أى جهة أخرى تكون محل ثقة نظرًا للفشل الذريع المتتالى لهذه الجمعية فى إدارة المكان.
2- حصر جميع مخالفات المبانى واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.
3- حصر جميع الأراضى الفضاء، ومنح مهلة لمالكيها لا تزيد عن سنة للبناء عليها، وإلا تباع بالمزاد العلنى إجباريًّا لصالح المالك، وتحصل الدولة المصاريف الإدارية اللازمة لذلك.
4- وضع نماذج اختيارية محددة، ومواصفات بناء للأراضى التى لم يتم بناؤها بعد.
اقرأ أيضا: ابحث عن طيور الظلام
5- تكليف لجنة هندسية ذات كفاءة بفحص ومراجعة الإنشاءات والمرافق قطعة قطعة، وإجبار المخطئ على إصلاح ما تسبب فى خرابه.
6- منع استخدام "التوكتوك" نهائيًّا.. واستحداث بدائل عملية وعصرية لنقل السكان.
7- استبدال وظيفة "حارس العقار" بشركات أمن متخصصة، مع ضرورة فرض تركيب كاميرات فى جميع العقارات بدون تهاون.
8- فحص الموقف القانونى لجميع المحلات والأنشطة التجارية بالمدينة، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.
اقرأ أيضا: قليل من الخيال مفيد!
9- ميكنة البوابات واستخراج كروت ممغنطة للسكان برخصة السيارة، مع تسجيل بيانات عربات الأجرة والزائرين، واستصدار كارنيهات عمل خاصة لمن يعمل بالمدينة.
10- إنشاء نقطة شرطة بداخلها بحجم يتناسب مع عدد سكانها الكبير، وأهمية موقعها الجغرافى المجاور لعدد من صروحنا التاريخية العريقة.
11- قيام الدولة باستغلال ما تبقى من أراضى خدمات بداخلها استغلالًا مثاليًّا، بحيث تحقق أقصى منفعة للسكان والمحافظة والوطن.
12- تكليف وزارة الإتصالات برفع كفاءة البنية التحتية لوسائل الاتصال فى المكان، للنهوض بمستوى الخطوط والشبكات، خاصة فى المناطق شديدة الضعف مثل المنطقة "ن".
اقرأ أيضا: أحسنوا الظن بالله!
13- استكمال أعمال الرصف لجميع الشوارع الرئيسية والفرعية، مع إنشاء نظام حديث وصارم لجميع القمامة والمخلفات، وكذا ضمان القيام بأعمال التشجير والصيانة الدورية.
أرجو من جهات الاختصاص فى رئاسة الجمهورية، بتوجيه وإلزام وزارة التنمية المحلية، ومحافظة الجيزة، ووزارة الاتصالات، بضرورة القيام بمهامها، وعدم تجاهل الشكاوى الموضوعية للمواطنين، لأن هذا هو صميم عملها واختصاصها، وموضع تقييم أدائها..
حيث يراهن عدد كبير من السكان بعد أن تمكن منهم اليأس من كثرة الشكوى وعدم الإستجابة، أن لوبى الفشل والتسيب والإهمال سيجعل الحال يبقى على ما هو عليه، ولكني أراهن على أن لوبي الجدية والضمير والانضباط هو الذى سينتصر بإذن الله فى معركة "حدائق الإهمال".. وكل منطقة تشبهها على أرض المحروسة..
لأنه هكذا عودنا السيد رئيس الجمهورية فى كل معاركه المشابهة.. وآخرها استرداد كل شبر تم الاستيلاء عليه بالباطل من أراضى الدولة.
يا سادة إن القضاء علنًا على الفساد والإهمال هو فرض عين على كل مسئول، وهو عبرة وعظة للجميع.