قليل من الخيال مفيد!
في أثناء زيارة السيد رئيس الجمهورية لمحافظة دمياط الجميلة في منتصف الأسبوع الماضى، لافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية والسياحية الكبيرة، في إطار خطة الدولة الرامية إلى النهوض بجميع المحافظات، حدثت واقعة غريبة يجب أن نسلط عليها الضوء، وألا تمر مرور الكرام نظرًا لخطورة دلالاتها التي تتنافى تمام النفى مع فكر ورؤى السيد الرئيس المعلنة من قبل سيادته على الدوام..
والواقعة الغريبة تتمثل باختصار في عدم توجيه الدعوة لعضو مجلس النواب الشاب عن دائرة دمياط "ضياء الدين داود" إلى حضور لقاء وفاعليات السيد الرئيس بالمحافظة، وهو ما مثل بالطبع علامة استفهام كبيرة له ولأهالي دائرته، خاصة أنه يتمتع بحبهم الشديد له نظرًا لسيرته الحسنة، وقيامه بواجبات وظيفته على أكمل وجه، وهو ما دعاهم إلى إبداء استنكارهم لعدم دعوته من خلال العديد من التعليقات على صفحته التي أرجو أن يتابعها المسئول عن اتخاذ هذا القرار، ليدرك إلى أي مدى يمكن أن تؤدى مثل هذه الممارسات غير المدروسة، والتي تفتقر إلى الحد الأدنى من الحس والخيال السياسي إلى غضب واستفزاز الناس.
يا سادة، الرئيس يعلن مرارًا وتكرارًا أنه رئيس لكل المصريين على كافة توجهاتهم وآرائهم طالما هي تصب في الصالح العام، وتتسق مع صحيح الدستور والقانون، ويطالبهم دائمًا أن يكونوا متحدين وعلى قلب رجل واحد، لإدراكه أن توحد الجبهة الداخلية هو القوة الحقيقية الجبارة التي تقف حجر عثرة على الدوام، أمام أي تآمر خارجى مهما بلغ حجم شيطانيته.
فبرجاء أن تكون تصرفاتكم متسقة مع رؤى وفكر القيادة السياسية وتصب في صالحها، لا أن تعمل عكسها، وهنا يبرز أهمية أن يكون في دائرة فريق العمل الرئاسى شخص أو أكثر يتمتعون بالخبرة والمهارة السياسية اللازمة لمراجعة مثل تلك المواقف، ومعالجتها في مهدها تحقيقًا للصالح العام لبلدنا الغالية.
أرجو واقترح على جهة الاختصاص بمكتب السيد الرئيس أن يتم الاعتذار لنائب الشعب المحترم عن هذا الخطأ المراسمى غير المقصود، وأن يتم توجيه المسئول عن هذا القرار الخاطئ بمراعاة البعد عن مثل هذه الممارسات المسيئة مستقبلًا.
يا سادة.. قليل من الخيال مفيد. والله من وراء القصد.
