هل تستعيد البشرية وجهها الإنساني بعد كورونا؟!
إن ما يحتاجه العالم الآن هو التعاون والتضامن للخروج من كابوس كورونا بأقل الخسائر الممكنة.. ولا يزال في انتظار العلماء في شتى البقاع جهد جهيد في المعامل ومراكز البحث والدرس لتشخيص المرض وأسبابه وكيفية الوقاية منه، واكتشاف أدوية لعلاجه الآن وفي حال ظهوره مرة أخرى لا قدر الله مستقبلاً..
والأهم أن تخرج الحكومات والشعوب بدروس مستفادة في مواجهة الأزمات والمفاجآت.. بعد أن كشفت كورونا مدى عجز الدول وأنظمتها الصحية لدرجة أن بعضها لقلة الإمكانيات اتجه لإعطاء أفضلية لعلاج من هم دون الستين وذلك أمر غريب على أخلاقنا الإنسانية .
اقرأ ايضا: هل يكون هناك عقد إنساني جديد بعد كورونا؟!
ويبقى السؤال هل بمقدور دول العالم وشعوبه التعايش مع فيروس كورونا إذا طال مقامه دون التوصل للعلاج الحاسم لا قدر الله.. وإلى متى ستصمد إمكانيات الدول وصبر الشعوب؟!
خبراء الاقتصاد يرون أن خسائر البشرية إذا استمر توقف الأنشطة المختلفة لمدى أطول ستكون أكثر إيلاماً من الخسائر المباشرة لكورونا.. فالكثيرون سوف يفقدون وظائفهم بعد تعليق رحلات الطيران، وإغلاق المطاعم والفنادق والمحلات التجارية والمصانع والأنشطة الخدمية، حتى أن الأمم المتحدة قدرت فقدان ما يقرب من 25 مليون وظيفة وهو رقم أكبر بكثير مما خلفته الأزمة المالية العالمية في العام 2008..
اقرأ ايضا: كورونا كشفت إنسانية البشر وقبحهم!
نرجو ألا يطول أمد هذا الوباء حتى تتفادى البشرية فاجعة كبرى وتنعم بحياتها الطبيعية من جديد.. وفي كل الأحوال عليها أن تعيد النظر في أمور كثيرة وأن يكون عنوان القادم من الأيام هو التضامن والتكافل والتراحم والتسامح.. ربما تصبح المحنة فرصة لاستعادة البشرية وجهها الإنساني النبيل.. نتمنى!