كورونا كشفت إنسانية البشر وقبحهم!
الرعب الذي ينتاب البشرية الآن من جراء فيروس كورونا هو الأصعب في تاريخها منذ سكتت أصوات قنابل ومدافع الحرب العالمية الثانية والتي خلفت ملايين القتلى والمصابين في دول المحور والحلفاء ومن دار في فلكهما من الدول المغلوبة على أمرها..
لكن الخسارة الكبرى هي فقدان آلاف الأرواح البريئة.. ناهيك عما تكبدته دول العالم أجمع من خسائر اقتصادية يصعب حصرها أو تعويضها في الأمد القريب أو حتى البعيد.. ما دفع الدول والحكومات لاتخاذ إجراءات احترازية وقرارات متلاحقة لحصار التداعيات المرة لجائحة كورونا، وهي إجراءات تعكس درجة الحرص والحكمة اللذين يندرجان ضمن القيم الأخلاقية للدول.
اقرأ أيضا: هل ينجح العالم في هزيمة كورونا؟!
وقد رأينا كيف أقدمت الصين على تقديم مساعدات ومستلزمات وطواقم طبية لدول كان بعضها على خلاف معها.. فقد مدّت بكين يد العون لإيطاليا المنكوبة بكورونا، ولجأ ترامب لخصمه اللدود بوتين.. وهو ما يعكس بعداً إنسانياً في العلاقات الدولية، يؤكد انتصار الأخلاق على الأنانية السياسية والانتهازية الاقتصادية..
في ظروف دولية بالغة الصعوبة والتعقيد تجعل من الصين نموذجاً ناجحاً ليس فقط في احتواء فيروس كورونا والقضاء عليه بإجراءات وقائية صارمة إلتزم بها المواطنون هناك التزاماً أبهر العالم.. بل في مساعدة غيرها من الدول في التخلص منه.
اقرأ أيضا: لماذا نجحت الصين في التعامل مع كورونا؟!
وفي المقابل هناك وجه قبيح أظهرته كورونا في تعامل الدول مع بعضها البعض؛ ذلك أن دولاً في الاتحاد الأوروبي أوقفت تصدير الأقنعة الطبية وأجهزة التنفس الصناعي سعياً لتحقيق اكتفائها الذاتي منها، و فعلت تركيا ما هو أسوأ من ذلك حين اختطفت شحنة أجهزة تنفس صناعي كانت في طريقها إلى إسبانيا، وفعلت دول عظمى الشيء ذاته.. وهو ما سوف يخلِّف تداعيات سلبية على العلاقات بين الدول بعد انكشاف غمة كورونا ومجيء وقت الحساب.