هل يكون هناك عقد إنساني جديد بعد كورونا؟!
المراقب لما يحدث من حولنا يدرك أن الأزمة الصحية التي يشهدها العالم الآن بسبب كورونا تصلط من جديد ضوءًا كثيفًا على علاقة الأخلاق بالسياسة، حيث رجحت في تقديري كفة من ينادون بضرورة ارتباط السياسة بالأخلاق وتلازمهما..
وهو الأمر الذي إن تحقق في تلك الظروف الصعبة فلسوف يعيد للعلاقات الدولية جانبها الإنساني الرحيم، ويوطد العلاقات بين الدول، ويمهد في الوقت ذاته لصياغة عقد إنساني جديد بين الحكام والمحكومين، يقوم على التفاهم المتبادل والتواصل والرأفة..
اقرأ ايضا: العالم بعد كورونا
وهو الدرس المستفاد من الأزمة ، وأحد تجلياتها الإيجابية التي تجسد القيم الأخلاقية الرفيعة، وترتقي بالمواطن وتصون حقوقه فعلًا لا قولًا.. وفي المقابل تدفع بهذا المواطن لتحمل نصيبه في المسئولية وقت الأزمات والشدائد بوعي وإيمان لا ينازعهما شك أو التباس.
الكوارث رغم ما تسببه من إزعاج وإرباك تكشف عن حقائق الأشياء وجواهر الدول والأفراد وأخلاقهم الرفيعة أو المنحطة، وصدق الإمام الشافعي إذ يقول:
جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصّصُني بريقي
وما شكري لها حمدًا ولكن عرفتُ بها عدوي من صديقي
اقرأ ايضا: صفعة قوية للإخوان الكارهين لمصر
فالخير يولد من رحم البلايا والشدائد، وهو ما تجلى في أزمة فيروس كورونا الذي أزعج العالم كله، ولا يزال علماؤه شرقًا وغربًا يبحثون بدأب عن دواء ولقاح يشفي البشرية من تلك الجائحة المهلكة. فقد رأينا كيف أقدمت الصين على تقديم مساعدات ومستلزمات وطواقم طبية لدول كان بعضها على خلاف معها..
فقد مدّت بكين يد العون لإيطاليا المنكوبة بكورونا، ولجأ ترامب لخصمه اللدود بوتين.. وهو ما يعكس بعدًا إنسانيًا في العلاقات الدولية، يؤكد انتصار الأخلاق على الأنانية السياسية والانتهازية الاقتصادية.