السيول وكورونا نعمة لا نقمة!
حتما ستنتهى الأزمة الصحية التى تهدد الملايين فى العالم ، سنة الله فى الأرض هى دوام الحال من المحال وكل شىء له بداية لا بد أن يكون له نهاية. الإنسان يعمر فى الأرض مهما يعمر وفى النهاية لا بد أن ينتهى عمره ويغادر الحياة إلى عالم الغيب والشهادة كما أن كل ما يحدث لنا كأفراد أو مجتمعات مثلما للحدث سلبيات ولكن مؤكد له إيجابيات يمكن أن نعظمها..
فى الحرب العالمية الثانية سحقت اليابان وألمانيا وتقريبا لم يعد لهما وجود على خريطة العالم المعاصر وأصبحت الحياة وكأنها عادت إلى عهود ما قبل الميلاد وقبل العمران، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟
أصبحت اليابان الأقوى تكنولوجيا وسبقت العالم لدرجة إنه أطلق عليها كوكب اليابان، ألمانيا الأولى فى الصناعة وأعلى جودة عالميا ما يخرج من المصانع الألمانية، وقد أثبتت ألمانيا أنها لديها أيضا أقوى نظام صحى فى العالم فى أزمة كورونا.
اقرأ أيضا: المواطن بين الكورونا.. والبرق والرعد!
من هنا نبدأ.. علينا أن نعتبر أزمة كورونا هى نقطة البدء للانطلاق إلى مستقبل أفضل، نتعلم الدرس ونراجع اوراقنا مرة ومرات لتصحيح وتجويد ما تم وما يجب أن يتم، لقد كانت الفترة السابقة صعبة وما زلنا فى أزمة كورونا، بدأت بالأمطار التى أغرقت مصر وكشفت عورات كثيرة فى الكثير من المواقع، كشفت أن شوارع التجمعات الحديثة تحتاج إعادة ترميم مثلها مثل طرق الريف المهضوم حقه..
وإذا كان المصريون وربما العالم شاهد المياه فى التجمع وشوارع القاهرة والاسكندرية ولكن لم يشاهد إحدى القرى التى تم محاصرتها وانقطع اتصالها بالعالم تقريبا، لا مواصلات ولا كهرباء ولا أحد يراهم ويشعر بهم، حتى نواب المجلس الموقر اختفوا تماما سواء أثناء الأمطار أو حتى الآن فى مواجهة كورونا.
اقرأ أيضا: جمال حمدان والنواب فى مواجهة التخاذل العربى!
أثبتت الأمطار وأزمة الكورونا أن حلم الرأسمالية العالمية العالمى كثير الثقوب وأن الاعتماد عليها بشكل كامل كارثة يدفع العالم ثمنها الآن، اعتمدت دول العالم على أن رجال المال هم القوة التى تعتمد عليها وأنهم السند فى أى محنة فأقاموا المستشفيات الاستثمارية، ولم يهتموا بالبحث العلمى إلا بقدر يفيد أهدافهم وعندما حدثت مشكلة فيروس كورونا لم تجد الحكومات إلا الاعتماد على نفسها، على المستشفيات الحكومية ولكنها لم تكف وغير مؤهلة..
فكان اللجوء إلى الجيوش باعتبارها الملجأ فى جميع الدول سواء فى تنفيذ التعقيم أو تجهيز مواد التعقيم أو إنشاء مستشفيات ميدانية، هذا والقطاع الخاص يتفرج ولم يقدم شيئا يذكر، اللهم البعض الذى قدم تبرعات ولكنها لا تشبع ولا تغنى من جوع..
ولو نظرنا إلى الحالة المصرية التى طبقت ما حدث فى العالم، فتم اللجوء إلى الداخلية والقوات المسلحة باعتبارها الحل الوحيد لمواجهة الازمة، والغريب بدلا من رجال الأعمال يقدمون المساعدة انتظروا مساعدة الحكومة، فقدم البنك المركزى الكثير من التسهيلات إلى رجال الأعمال لمساعدتهم وعدم قطع أرزاق العاملين، خاصة أن الوضع لا يحتمل.
اقرأ أيضا: البطل "فؤاد نصر" شهيد لا يعرفه أحد!
سؤال يطاردنى: المليارات المئة التى رصدتها الدولة لمساعدة المصانع المتعثرة، وما يقرب من الخمسين مليارا من الغرامات التى قرر البنك المركزى إعفاء أصحابها ماذا لو أن هذه المصانع حكومية وتم ضخ هذه المليارات فيها ماذا سيكون الوضع؟ مؤكد أفضل مليون من الوضع الحالى لأن ضخ هذه المليارات لا يضمن تشغيل مصانعالقطاع الخاص.
لهذا ومن أجل مستقبل أكثر أمانا وأكثر رفاهية والتى نحلم بها لشعبنا بدلا من الوقوف عند توفير الحد الأدنى للعيش، لابد أن نراجع العلاقة مع القطاع الخاص الذى ثبت أنه فى الأزمات، لا يعتمد عليه، وسهل جدا تسريح العاملين لديه وحدث بالفعل تسريح آلاف العاملين وكشفت الأزمة أن التأمين على العاملين وهم وغير موجود، وبالتالى سهل إلقاء بالعاملين فى الشارع.
لذا لا بد من مراجعة الاعتماد على القطاع الخاص ولا بد أن تسترد الدولة هيبتها ومكانتها تجاه المواطن، ليس هذا تأميم القطاع الخاص أو محاربته ولكن لا بد أن تعى الدولة إنها العصب الأساسى والسند للمواطن، وتقديرى أن قوة الدولة سيعطى للقطاع الخاص قوة أيضا، ويكون هناك منافسة من أجل رفع مستوى المواطن وليس المنافسة للقضاء على المواطن..
اقرأ أيضا: الأسرة المصرية.. والزواج «تيك أواي»!
أليست الدولة هى من تنشر قوافل المواد الغذائية فى طول البلاد وعرضها؟ أليست الداخلية والقوات المسلحة تحاولان المساهمة فى محاربة جنون الأسعار؟ هذا بالضبط ما حدث فى الستينات من إقامة الجمعيات الاستهلاكية، وإذا كان هذا المسمى مزعجا للبعض ويذكرهم بالقطاع العام، فليكون هناك مسمى جديد يتوحد تحته ما تقدمه من خلال منافذها بمساهمة القوات المسلحة والداخلية، وحتى تختفى من الشوارع سيارات اللحوم والسلع الغذائية ويكون بشكل أكثر رقيا واحتراما للمواطن.
كذلك لا بد أن يستعيد البحث العلمى الصدارة لأنه أحد أهم عناصر القوة فى أى مجتمع متقدم، إن شاء الله سينتهى الوباء قريبا، وعلينا اعتباره نقطة الانطلاق إلى عالم أفضل.
وتحيا مصر بصبر أهلها الطيبين الصابرين، تحيا مصر بعرق أطبائها الأبطال الذين يواجهون الوباء بجسارة، وتحيا مصر.