رئيس التحرير
عصام كامل

الأسرة المصرية.. والزواج «تيك أواي»!


في جلسة مهمة لعدد من الأزواج، تناقشوا حول مشاكلهم الزوجية وحياتهم التي لا تطاق، إلا زوج واحد فقط قال: بالعكس أنا سعيد في حياتي لأنني وزوجتي وضعنا اتفاقا منذ بداية ارتباطنا وننفذه!.. تعجب الجميع وسألوه: ما الاتفاق السحري الذي جعلك السعيد الوحيد بيننا!؟


قال: اتفقنا على أن الأمور البسيطة مسئوليتها لكن المشكلات الكبيرة مسئوليتي أنا!
قالوا: الأكل والشرب مسئولية مين!؟
قال: هي طبعا!
قالوا: تربية الأولاد والمدارس والمذاكرة!؟
قال: هي طبعا!

قالوا: لو الأولاد احتاجوا شيئا أو أصيب أحدهم بالمرض!؟
قال: هي طبعا!
قالوا: الله.. انت مسئول عن إيه!؟؟
قال: لو أن هناك مشكلة بين الصين وأمريكا!

كلنا هذا الرجل أصبح اهتمامنا بمشكلات لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولن نؤثر فيها باهتمامنا أو تجاهلها وتركنا بيوتنا، أهملناها، نعم نحن أهملنا بيوتنا، والدولة أهملت الاهتمام بقضايا أهم مليون مرة من أي صرح يمكن أن يقام هنا أو هناك، أقصد الأسرة المصرية، التي تعد أحد أهداف العولمة تفكيك الكيان الأسري في الدول التي تتمسك بها، مثل عالمنا العربي.

النتيجة هي التفكك المتزايد الذي يصيب الأسرة في مقتل وبالتالي ارتفاع نسبة الطلاق إلى 60 % وأعتقد أننا نسير إلى الهاوية بسرعة لم يتوقعها الأعداء الذين يخططون لكسرنا والقضاء علينا!

وعندما تسأل وتبحث عن الأسباب الحقيقية للطلاق تجد كل الأسباب متوفرة بداية من التقدم التكنولوجي وأقصد النت الذي يعد من أسباب الطلاق بنسبة ٢٥٪؛ وهذا رقم لا يستهان به، ومنها تدخل الحموات الذي يتسبب في نسبة عالية للغاية لكن لفت نظري في التقارير التي تناولت قضية الطلاق والخلع أن العجز الجنسي وراء ٥٥٪ من هذه الحالات، وهذه نسبة مزعجة، لكن هل فعلا هي شكوى حقيقية أم أنها يمكن تكون سببا للهروب من زواج لم يكن مرغوب فيه أو الهروب من زواج لم يحقق الحلم الذي كان في الخيال قبل الزواج..

لأنه عادة في هذه الحالات يرفض الزوج العرض على الطبيب سواء كان فعلا مريضا أو سليما لأن الأمر يكون قد خرج من يديه عندما تتهمه الزوجة بالعجز الجنسي، ومن هنا لا بد من وضع هذه الحالات تحت الدراسة ومعرفة الأسباب الحقيقية بهدف العلاج ووقاية المجتمع وليس لمجرد متابعة شخص بعينه!

وطبيعي غياب الزوج الدائم لأي سبب من الأسباب، للأسف بسبب العناد تهدم أسر، بسبب عدم معرفتها بعمل المطبخ، الأنانية التي تعد أحد صفات الرجل المصري، والاستغلال المادي للزوجة العاملة!

وأكدت جميع الدراسات الطب النفسي أن 80% من حالات الأطفال في أسرة منفصل فيها الأبوين وعلاقتهما بعد الانفصال ليست سوية ومتحضرة يعانون مشكلات سلوكية ونفسية، لأن هناك الكثير من الأهل والآباء يتخلون عن أطفالهم خاصة الأب وأسرته لعقاب الزوجة إطلاقها، وللأسف ينتج عنه فقدان الطفل لثقته بنفسه، وربما يصل إلى حالة اكتئاب، وهذه مقدمة لشاب أو فتاة غير سوية وزواجهما دائما يطارده صورة أسرته المفككة السابقة!

هذه ربما سادس مرة أكتب عن مشكلة منذ كانت 35 % والآن وصلت إلى 60 %، وهذا خطر على البنية الأساسية للوطن، المشكلة ليست مجموعة أشخاص لكنها مشكلة وطن لا تقل عن أي تهديد عسكري لمصر، التهديد العسكري أسهل في مواجهته من مواجهة مشكلة مجتمعية، يشارك فيها الأسرة التي رفع الرجل يده، لأنه يهتم بالقضايا الكبرى مثل الخلاف الصيني الأمريكي، أو مشكلة من يدرب منتخب مصر، أو مشكلة اللاعب فلان ويا ترى سيَلعب للأهلي أم الزمالك؟

مؤكد أنها قضايا أهم من مذاكرة الأولاد أو رعاية زوجته أو السؤال عن أولاده في المدرسة أو الجامعة، الرجل مشغول الله يعينه على مشكلات العالم، أرى أن تأهيل الشباب ومفهوم الزواج الذي يعني المسئولية أكبر مهام الأسرة والمجتمع في ظل إعلام فاشل ويقدم دراما تشجع على الطلاق والفساد والشذوذ..

سألت أم حولها عدة مشكلات في طريقها للطلاق عن السبب الحقيقي بعيدا عن دراسات المتخصصين قالت: مفيش رجالة في الشباب اليومين دول، الشباب يهمه الزواج كلعبة يمارسها وكأنه في بيت أهله دون أي مسئولية تجاه بيته، وعندما يرزق بطفل يكره البيت والزواج وأيضا الزوجة، هذا لا يعفي الزوجة أنها تتحمل الجزء الأقل من المسئولية!
أفيقوا يرحمكم الله.. البنية الأساسية لمصر في خطر... وتحيا مصر!
الجريدة الرسمية