جمال حمدان والنواب فى مواجهة التخاذل العربى ...!
نشيد بعبقرية العالم د.جمال حمدان ، وأتشكك فى أننا نعرف أفكاره أو القيم التى نادى بها، وأصر عليها وطالب المجتمع العربى بالتمسك بها، والعمل بإصرار على تحقيقها ، ماذا لو انه بيننا اليوم ؟
نعم سؤال افتراضى مهم الإجابة عليه لو أننا نريد فعلا الاستعانة بفكر ووعى ورؤية العالم الذى نشيد به، ولكن لا نعرف أفكاره، وإذا عرفنا نضعها على الأرفف يأكلها التراب والإهمال ولا نعمل بها ولا نحاول حتى التعلم والاستفادة منها ..!
الصورة التى سنضعها امام د. جمال حمدان ، فلسطين وصفعة القرن ، ما يحدث فى العراق ، وما آل اليه الوضع السورى ، والاحتلال التركى فى ليبيا ، والتمزق فى اليمن السعيد سابقا ، ووضع نهر النيل والسودان وما جرى لها وإثيوبيا العصية الآن على التعاون معنا، بعيدا عن تدخلات أمريكا الصهيونية ، ناهيك عن الوضع فى تونس والمغرب وجبهة البوليساريو ، والخليج العربى الذى خرج من حضن الحماية العربية ، ماذا كان سيقول عالمنا العبقرى جمال حمدان فى هذه الصورة المؤلمة ..؟
اقرأ ايضا: البطل "فؤاد نصر" شهيد لا يعرفه أحد!
قبل أن نطرح ماذا سيقترح علينا عالمنا الجليل ، أريد الإشارة إلى أن حالة العرب الآن أسوأ كثيرا مما كانت عليه عند نكسة يونيه 67، وأيضا اسوأ من الوضع بعد كامب ديفيد وحالة التمزق التى حدث وقتها ، فى الحالتين كانت هناك دول عربية لديها جيوش والقدرة على اتخاذ قرارات لمواجهة كارثة 67 ونكسة كامب ديفيد ، فى 67 اجتمع العرب فى الخرطوم فى أنجح مؤتمر قمة استعاد العرب وحدتهم وقوتهم، ومعه بدأ توحيد الصفوف، الذى بدأ بدعم دول المواجهة ، ثم كانت الذروة فى التعاون أثناء حرب أكتوبر 73 عندما منع العرب البترول عن الغرب أثناء الحرب، مما كان له تأثير مهم على المواقف الغربية ، أما بعد نكسة كامب ديفيد وإعلان جبهة الصمود والتصدى فقد أصبح العرب فى ناحية ومصر وحدها فى ناحية أخرى، وبالرغم هذا لم يستمر الموقف طويلا وساندت مصر العراق فى حربها ضد إيران حتى تحقق لها النصر.
ساكتفى بهذا من التاريخ ،لأن الوضع الحالى اسوأ وأصعب مما مضى ، فماذا سيقول جمال حمدان لنا ..؟
سيقول ما كتبه الشاعر الكبير مظفر النواب :
اصرخ فيكم اصرخ اين شهامتكم
إن كنتم عربا ..بشرا ..حيوانات
فالذئبة ..حتى الذئبة تحرس نطفتها
والكلبة تحرس نطفتها
والنملة تعتز بثقب الأرض
أما أنتم فالقدس عروس عروبتكم
أهلا القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصراخ بكارتها ..!
اكتفى جمال حمدان بهذه الكلمات من شعر مظفر النواب ردا على صفعة القرن التى أطلقت من بلطجية امريكا والكيان الصهيونى ، جمال حمدان يرد على الصمت الذى سيطر على الجميع فلم نر ردا يذكر على ماحدث سوى انتفاضة الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة ، ليس لديه أن يقول غير ذلك .
جمال حمدان مندهش مما يسمعه ويراه ، بأن مصر يكفى ما دفعت من ثمن فى حروبها المختلفة ، ونحن فراعنة ولسنا عربا ، نغمة شاذة لا يرددها سوى جاهل أو مغرض خائن ، جمال حمدان ربط بين مصر والعرب ربطا لا يمكن فصله ، يرى أن مصر بدون العرب ينقصها الكثير، ولكن لا قيامة للعرب إلا بمصر ، إنها علاقة الجنين بالحبل السرى ، لا انفصام بينهما وإلا مات الطفل وتعرضت الأم للخطر ، جمال حمدان يرى أن قدر مصر أنها تقع وسط العالم وهذا أعطاها أهمية وأيضا دائما يطمع العالم فيها .
يرى انها مختارة من السماء لتقود الأمة العربية وليس اختيارا من شعبها أو حكامها أو من الحكام العرب ، جمال حمدان يرى أن قوة العراق وجسارة جيش سوريا واستقرار ليبيا والسودان ورخاء اليمن خير استقرار لمصر ولهذا فإن ما يحدث فى سوريا والعراق وليبيا والسودان واليمن أكبر تهديد لاستقرار مصر ، وهذا غائب عن الكثير من القادة والإعلام والمثقفين المصريين ، ويرددون بغباء شديد إحنا مالنا ومال العرب، وكما يريد أن يروج زاهى حواس ووسيم السيسى وغيرهما أن مصر فرعونية ، وهو ما جعلنا نبتعد عن أفريقيا التى يراها جمال حمدان العمق الاستراتيجى للأمن القومى المصرى .
تذكروا ياعرب ما حدث فى حرب أكتوبر المجيدة ..اتفق العرب ..فكان النصر العظيم ...!
تحيا مصر بأفكار وعقول العباقرة .. جمال حمدان نموذجا .. تحيا مصر بدماء شهدائها ..وعرق فلاحيها وعمالها.. تحيا مصر برعاية السماء وبفضله ورحمته ..تحيا مصر .