رئيس التحرير
عصام كامل

مشاهد حول كورونا

في ظل كورونا أتابع مشاعر الخوف من القادم.. ودقات القلب المتسارعة من القلق.. وصيحات الضيق من الحظر.. وتنهدات محبين يخشون فراق أحبائهم.. وبطولات للبعض في مقابل استغلال أو عدم مسؤولية آخرين.. وللأزمة مشاهد عديدة نتناول اليوم ثلاثة منها..

 

الأولى: فترة حظر التجوال أثبتت لي أن نصف وقتي على الأقل الذي كنت أقضيه خارج المنزل لأغراض العمل والتعلم وأمور أخرى كانت بلا مبرر حقيقي، وأن هناك بديلًا رقميًّا يفي بالغرض إذ لم يكن أكثر فعالية وكفاءة..

 

بعد أن يختفي الوباء أتمنى أن نستفيد من التجربة في إجراء المزيد من التطور في تقنيات العمل عن بعد والتعليم الإلكتروني.. علينا أن نخفض تكلفة الوقت والجهد والزحام والمال الضائع.. ساعات طويلة نقضيها في المواصلات ذهابًا وإيابًا في وظائف بعضها لا يتطلب تواجدنا اليومي أو أنشطة يمكن استبدالها بشكل إلكتروني.. هذه ليس دعوة للتقاعس عن العمل أو الإنتاج لكنه نداء لتخفيف الزحام بلا مبرر في شوارعنا وبعض مؤسساتنا.

 

 اقرأ أيضا: في مواجهة كورونا

 

الثانية: في مقابل وباء كورونا هناك وباء المعلومات المضللة الذي تسعى الحكومات بالتعاون مع وسائل التواصل الاجتماعي على معالجته.. موقع فيسبوك صمم مركز معلومات عن كورونا ليحصل المستخدمون من خلاله على المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية حسب الدولة التي يتواجد بها المستخدم..

 

ففي مصر يمكن لك أن تدخل على مركز معلومات فيسبوك للإطلاع على الأخبار الصادرة من مصادر رسمية على رأسها وزارة الصحة المصرية.. أما بقية المواقع الاجتماعية فقد شهدت أيضًا تعديلات وقيود تسمح بتقليل تداول الأخبار المزيفة خاصة تلك المتعلقة بتقديم نصائح طبية مزيفة حول فيروس كورونا..

 

اقرأ أيضا: المواقع الاجتماعية في دعم خطط التنمية

 

فنجد موقع واتساب، التابع لفيسبوك، يعلن عن وضع قيود في خاصية إعادة توجيه الرسائل بعد اكتشاف التطبيق القفزة الكبيرة التي حدثت في انتشار الرسائل التي تضم نصائح طبية وهمية منذ بداية أزمة كورونا.. من المؤكد أن التطبيق لن يتمكن من منع كل الرسائل المزيفة لكنه على الأقل سيقلل من انتشارها..

 

وفي مقابل ما تقوم به المواقع الاجتماعية من تعديلات علينا كمستخدمين أن نعدل قليلًا من سلوكياتنا فلا داعي لتبادل وصفات لأدوية مجهولة المصدر مثل استخدام التوابل والليمون والخل باعتبارها لعلاج كورونا بينما الأوقع إنها قد تصلح لصناعة الفتة!

 

الثالثة: بطولة بعض الأطباء وأطقم التمريض تستحق ما هو أكثر من التقدير المعنوي أو إطلاق هاشتاج داعم لهم.. من المعتاد أن يتوزع وقت الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في القطاع الطبي بين المستشفيات والمراكز الطبية للحصول على دخل شهري مناسب لتغطية متطلباتهم، أما الآن ومع ظروف مواجهة الوباء فإن العاملين في مستشفيات العزل ليس لديهم رفاهية الاستمرار في ممارسة أعمالهم داخل مستشفيات أو مراكز أو عيادات طبية أخرى..

 

اقرأ أيضا: شائعات عبر المواقع الاجتماعية

 

إما بسبب ظروف العمل وتوقيتاتها داخل مستشفيات العزل أو بسبب الخوف من انتقال العدوى من خلالهم إلى أماكن طبية أخرى مما يمثل انخفاضا في الدخل الشهري لهؤلاء.. ورغم قيام الدولة بخطوات لتحسين الأوضاع المالية للعاملين والأطباء وأطقم التمريض فإنني اقترح القيام بتكريم مادي ومعنوي للعاملين في مستشفيات العزل..

 

يتمثل في إصدار قرار بخصم نسبة مئوية صغيرة جدًّا من الراتب الشهري لكل الموظفين العاملين في القطاع العام والخاص، ترتفع هذه النسبة بارتفاع الراتب ومستوى الدخل، ليتم توجيه الأموال المحصلة من الرواتب لصالح الارتقاء بالمستشفيات المخصصة للعزل من حيث التعويض المادي للأطقم الطبية..

 

وتصنيع أو شراء أجهزة تنفس صناعي بجانب بناء مستشفيات جديدة وغيرها من الأهداف الرامية لدعم المنظومة الطبية وتطوير قدراتها على دحر الوباء.. الأمر لا يمثل بحث عن مورد مالي بقدر كونه مشاركة مجتمعية مهمة وتعبير عن ضرورة تضامن الجميع للعبور من الأزمة.

الجريدة الرسمية