في مواجهة كورونا
يتعامل البعض مع خطر فيروسات كورونا بروح مصرية ساخرة غير عابئة، تنعكس في شكل تجاهل للتحذيرات العالمية بشأن خطورة المرض، وتُعطينا حالة من الطمأنينة المزيفة، نتغلب بها على الخوف من حدث عالمي قد لا يكون بيدنا منع حدوثه!
خلال الأيام الماضية استعجل البعض دخول الفيروس إلى مصر إلى أن جاء بإعلان رسمي كأنه أراد تلبية دعوة المتلهفين للقائه.. ولأننا بصدد التعامل مع حدث لا يزال العالم يدرس كيفية مواجهته، لذلك فإن النتائج النهائية ليست مضمونة..
اقرأ أيضا: من اجل “شهيد الشهامة” القادم
وما بين مرور العاصفة أو التضرر منها فإن علينا التخلي قليلًا عن روحنا المرحة، والبدء في الاستعداد نفسيًا لتقبل إجراءات قد تضطر الدولة لاتخاذها بهدف تقليل الزحام إذا رأت مظاهر تفشي للوباء.
هذه الإجراءات قد تشمل محاور عديدة اقترح منها: تعطيل الدراسة مؤقتًا بالمدارس والجامعات أو تقسيم الطلاب على فترتين لتقليل الازدحام في الفصول والقاعات كذلك مراقبة التكدس الطلابي في المراكز التعليمية المختلفة..
اقرأ أيضا: المواقع الاجتماعية تعيد زمن الإذاعات الأهلية
إلزام مقدمي الخدمة في القطاع الحكومي والخاص ممن يتعاملون مباشرة مع الجمهور على ارتداء الكمامات الطبية.. منع جميع التجمعات كبيرة العدد بما في ذلك تجميد المؤتمرات خاصة الدولية التي تضم جنسيات مختلفة.. وضع خطة لتخفيف الزحام داخل وسائل المواصلات العامة وبالأخص مترو الأنفاق.
هذه بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل الازدحام، وبالتالي تقليل فرص انتشار المرض، وهي إجراءات مكلفة وصعبة لكنها قد تكون ذات فائدة..
ولأننا نتصارح مع أنفسنا ونواجهها بما يلزم قبل أن نواجه الفيروسات، فقد وجب على الجهات المعنية أن تفكر أيضًا في مدى حاجتها إلى التنسيق مع الأزهر والأوقاف بهدف تقليل الازدحام في صلاة الجمعة، وكذلك التنسيق مع الكنيسة لمنع الازدحام بها خلال الصلوات بجانب تعديل طقوس قد تتسبب في انتشار العدوى على رأسها طقس التناول الذي يتضمن أن يتناول عدد كبير من الأفراد مشروبا عن طريق نفس الملعقة..
اقرأ أيضا: المواقع الاجتماعية في دعم خطط التنمية
أن تتجاهل الدولة آراء متشددة قد تطالب باستثناء المؤسسات الدينية من هذه الإجراءات، لأن هذه الأمور المقترحة أعلاه وغيرها ليست محاولة لبث الذعر بيننا أو إزالة الروح المرحة التي نواجه بها الخطر أو المساس بمعتقدات دينية، لكنها للتذكير بأن واجبنا أن نتقبل كل ما ستقرره الدولة ووجدته لازمًا من إجراءات صحية لحماية المواطنين من منطلق وطني وإنساني، بعيدًا عن أفكار المتهاونين مع خطورة الأمر أو مطالبات بعض المتشددين.