من ينقذ "حدائق الإهمال"؟!
على الرغم من موقعها العبقرى الساحر، ومساحتها الشاسعة، التي تمتد من بداية طريق القاهرة_ الفيوم الصحراوى وحتى مدخل مدينة السادس من أكتوبر، والتي كان مخططًا في بداية إنشائها أن تكون أحد أهم وأرقى المناطق السكنية، وأكثرها تميزًا في نطاق محافظة الجيزة، إلا أنه بتراخى وإهمال القائمين على إدارتها، حولوها من «حدائق الأهرام» إلى «حدائق الإهمال»..
فعندما تمشى في شوارعها تشعر وكأن حربًا عالمية حامية الوطيس استخدم فيها أثقل أنواع الدانات قد جرت في كل شبر فيها، وعندما تنظر إلى العديد من مظاهر القبح والتسيب والإشغالات التي تعج بها مبانيها وطرقها الرئيسية والفرعية تشعر بأنها المادة الخام للفساد وغياب مبدأ الثواب والعقاب.
اقرأ أيضا: قبل أن يجرفنا الطوفان
مع الأسف تحولت هذه البقعة ذات الموقع الفريد، التي كان من المفترض أن تكون نموذجًا يحتذى لما يجب أن تكون عليه المناطق السكنية الجديدة من تنسيق بديع وجمال ورقى، إلى نموذج عشوائى قبيح بفضل فشل جميع من تناوبوا على إدارتها منذ نشأتها وحتى الآن..
لقد حارت آلاف الأسر التي كانت تمنى نفسها بحياة جميلة وهادئة عندما اختارت السكن في هذا المكان إلى من يتجهون بشكواهم، في ظل الغياب التام للمسئولين في محافظة الجيزة، والذين يكتفون دائمًا بالرد الروتينى بأن المسئول عن هذا التردى والمسئول عن علاجه هو مجلس إدارة المكان..
اقرأ أيضا: المعاملة والمسئولية!
وهنا يبرز السؤال: عندما يكون مجلس إدارة المكان مهملًا وفاشلًا ويعجز عن أداء مهامه وواجباته، فمن الذي يحاسبه؟ ومن المسئول عن تصحيح هذا الوضع السيئ الممتد منذ عدة سنوات دون أية حلول؟!.